استنكرت سوريا أمس بيان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الذي قالت فيه إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته وليس شخصا «لا يمكن الاستغناء عنه»، فيما سعت فرنسا أمس إلى تعزيز الضغط على مجلس الأمن الدولي الذي تعتبر صمته حيال سوريا «لا يحتمل»، وسعت أيضا لإقناع روسيا بالموافقة على قرار يدين قمع المتظاهرين. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء تعليقا على تصريحات كلينتون: «الجمهورية العربية السورية تستنكر بقوة التصريحات التي أدلت بها بالأمس وزيرة الخارجية الأمريكية» مضيفة «هذه التصريحات هي فعل تحريضي هادف لاستمرار التأزم الداخلي». من جانبه قال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون إن «فرنسا قدمت مع دول أوروبية أخرى قرارا إلى مجلس الأمن الدولي عرقلته روسيا والصين»، مضيفا أن «صمت مجلس الأمن الدولي حيال سوريا بات لا يحتمل». وتقدمت أربع دول أوروبية (بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال) منذ أسابيع في نيويورك بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يدين القمع في سوريا ويدعو إلى إصلاحات سياسية في البلاد. وقال فيون إن «الاعتداءات العنيفة جدا» التي استهدفت الاثنين سفارتي فرنساوالولاياتالمتحدة تدل على أن «النظام يمارس الهروب إلى الأمام». من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه لإذاعة فرانس اينفو أمس: «نحاول إقناع الروس خصوصا بأنه من غير المقبول أن يسمح مجلس الأمن الدولي بحدوث ما يحدث في سوريا». وتدعو روسيا حليفة سوريا منذ زمن طويل إلى عدم التدخل في شؤون هذا البلد وتدين باستمرار الطريقة التي يطبق بها الغربيون القرار 1973 بشأن ليبيا. ويكرر المسؤولون الغربيون أنه لا يمكن المقارنة بين الوضع في البلدين ويؤكدون أن تدخلا عسكريا في سوريا غير وارد. وقال جوبيه: «ندرس في الأممالمتحدة ما إذا كان بإمكان مجلس الأمن الدولي النظر في هذا الموضوع». وأضاف «ندعو مجددا السلطات السورية إلى القيام بواجبها. على كل حكومة ضمان أمن السفارات والبعثات الدبلوماسية، ندعو السلطات السورية إلى أن تفعل ذلك على الفور». وهاجم متظاهرون موالون للنظام السوري الاثنين سفارتي الولاياتالمتحدةوفرنسا في دمشق منددين بزيارة سفيري هذين البلدين إلى حماة (وسط) ما أثار غضب واشنطن وباريس. وفي سفارة فرنسا أطلق الحراس ثلاث رصاصات تنبيه لمنع الدخول إلى حرم البعثة الدبلوماسية التي جرح ثلاثة من حراسها. يأتي ذلك فيما أكد الناشطون المطالبون بالديموقراطية في سوريا أمس أنهم يرفضون «رفضا باتا» كل تدخل عسكري أجنبي، ودعوا في الوقت نفسه إلى ممارسة ضغوط دولية على نظام الأسد. وكتب هؤلاء الناشطون على صفحة موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي: «الثورة السورية 2011» أن «الشعب السوري يرحب بالمزيد من الضغط الدولي على نظام آل الأسد ويطالب المجتمع الدولي بمحاسبته وإحالته لمحكمة العدل الدولية ومقاطعته اقتصاديا وسياسيا لكنه يرفض رفضا باتا وقطعيا أي تدخل عسكري». على صعيد آخر، دعت إيران وتركيا إلى اصلاحات سياسية في سوريا والدول العربية التي تشهد ثورات شعبية، خلال زيارة يقوم بها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لطهران في سياق جولة إقليمية. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال لقاء مساء أمس الأول مع داود أوغلو: «لا يمكن لأي حكومة أن تحرم شعبها من الحرية والعدالة وألا تستجيب لمطالب شعبها». وقال أحمدي نجاد بحسب تقرير عن اللقاء نشر أمس على موقع الرئاسة الإيرانية الإلكتروني «إن الجمهورية الإسلامية في إيران تعتبر أنه يمكن لجميع حكومات المنطقة إدارة بلادها بإجراء إصلاحات وتحقيق المطالب الشعبية».