قال معالي مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة: إن اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م يعدّ تقديرًا للمكانة الكبيرة التي تحتلها مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام بين مدن العالم الإسلامي، وما يميّزها من قدسية وخصوصية في قلوب المسلمين، فهي أحب البقاع إلى الله سبحانه وتعالي، ومنها شع نور الإسلام، فكانت منبر علم وثقافة، ومهوى لأفئدة علماءٍ ومفكرين من أنحاء العالم الإسلامي كافة وعلى مر العصور الإسلامية. وأضاف النزهة أن هذا الاختيار يأتي لما تحتضنه المدينةالمنورة من زخم حضاري وتاريخي وثقافي وتمتاز به من خصائص اختّصها الله تعالى بها عن سائر المدن، حيث مهاجر نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث احتلت مكانة عالية في قلبه، وضمت بين جنباتها صحابته -رضوان الله عليهم- تلك الصحبة الطاهرة التي واصلت الدرب معه، وساندته في نشر دين الإسلام في أرجاء المعمورة، ولذلك كانت تستحق أن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية. وقال مدير جامعة طيبة: إن من فضائل طيبة الطيبة -سيّدة البلدان- احتلالها لمكانة جليلة بين مدن العالم الإسلامي، وقدسية وخصوصية في قلوب المسلمين، فهي دار الهجرة ومهبط الوحي ومثوى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيها مسجده النبوي، كما أنها دار المجتمع الإسلامي الأول ومنطلق الجيوش الإسلامية الفاتحة، وعاصمة الإسلام الأولى، اجتمعت بها معالم تاريخية ومعانٍ إيمانية عظيمة، وملأت أمجادها وفضائلها الأسماع والأبصار، وأورد مدونو الحديث الشريف في مصنفاتهم أحاديث في فضائلها الجمة التي ميزها الله بها، بل إنهم أفردوا لها بذلك صفحات وأبوابًا مستقلة. وأشار النزهة إلى ما حظيت به المدينةالمنورة في كل العصور من عناية واهتمام بالغين، وخصوصًا في العهد السعودي الميمون، حيث أولت حكومة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، أولت المدينةالمنورة جلّ اهتمامها فتجسّد ذلك في التوسعات المتعاقبة للمسجد النبوي الشريف والساحات المحيطة به وتحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والسياحية وغيرها من مجالات التنمية. وهكذا كانت المدينةالمنورة، وحظيت بمكانة وقيمة لا تساويها ولا تماثلها أي قيمة، ولا تسمو عليها مكانة بعناية خاصة من لدن ولاة الأمر -حفظهم الله- والعلماء والأدباء والشعراء والمؤرخين والرحالة في العالم الإسلامي، فكان لها الأثر الواضح في تشكيل الملامح الفكرية لعدد منهم من خلال أنشطتها ومؤتمراتها الثقافية والفكرية والإسلامية ومؤسساتها التعليمية والثقافية.