للمدينة المنورة أسماء كثيرة أوصلها بعض المؤرخين إلى المائة، ويعود السبب في تعدّد أسمائها إلى علوّ قدرها وعظيم مكانتها عند المسلمين، والعرب تستدلّ على فضل الشيء وعلوّ مكانته بكثرة أسمائه، ولذلك جعلوا للسيف والأسد أسماء كثيرة لما لهما من أهمية عندهم. فكذلك المدينةالمنورة تعدّدت أسماؤها وصفاتها. ومن أسماء المدينة الثابتة في القرآن والسنة: * يثرب: بهذا الاسم كانت المدينة تُسمى قبل الإسلام، وقد ورد في قول الله تعالى: (وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا). * المدينة: وهذا الاسم صار علمًا على مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد سميت به في القرآن الكريم والسنة المطهرة مرات عديدة، كما قال تعالى: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه). وجاء في الحديث: «المدينة حرم ما بين عير إلى ثور». * الدار والإيمان: وقد وردا في قول الله تعالى: (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم). * طيبة: ورد هذا الاسم في السنة مرات كثيرة، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: «هذه طيبة» ثلاث مرات. * طابة: وقد ورد في قوله -صلى الله عليه وسلم- حين قدم من غزوة تبوك وأشرف على المدينة: «هذه طابة». * دار الهجرة: وجاء هذا الاسم في قوله -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين في مكة قبل الهجرة: «أُريتُ دار هجرتكم ذات نخلٍ بين لابتين» يعني المدينة. * مأرز الإيمان: وسميت بذلك أخذًا من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة». كما أن هناك أسماء أخرى كثيرةً للمدينة المنورة بعضها ورد به أحاديث أو آثار عن الصحابة والتابعين، وبعضها مشتقٌّ من نصوص صحيحة ولو لم يرد ذكر الاسم صريحًا في تلك النصوص. أما الاسم الذي اشتهرت به في العصور المتأخرة فهو «المدينةالمنورة»، وقد وُصفت بالنور لأنها منوّرة بنور النبوة بهجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها، والنبوة نورٌ من الله يهدي به الناس إلى صراطه المستقيم، ومنوّرة بنور الوحي الذي نزل فيها، ومنوّرة بدفن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها، كما أنها منبع النور الذي أضاء الدنيا بالإسلام، وهدى البشرية إلى الحق المبين.