صدر للفنان التشكيلي خلف طايع، كتاب «الحروف الأولى..دراسة في تاريخ الكتابة»، عن دار «ميريت القاهرية»، ويقع الكتاب في 227 صفحة من القطع الكبير،ويتتبع الكاتب - في دراسته للحضارات المختلفة - العلاقة بين الكتابة ورموزها التصويرية، فيما تشير المقدمة إلى أن فكرة الكتابة لم تتبلور أساسا لدى شعوب هذه الحضارات إلا بعد تبلور فكرة العمل، وبعد استخدام الانسان للأدوات، واكتشافاته الأولى للنار والزراعة. ويتناول الفصل الأول ما قبل الكتابة، في حقب تاريخية وجغرافية مختلفة، ويرصد مراحل تطور الكتابة ابتداء بالمشافهة والرسم، مرورا بالحركات الإيمائية والحبال المعقودة، والفروض المنقوشة على عصى الرسائل. وخلال المرحلة الثانية للكتابة، يرصد المؤلف حدوث بعض الاقتراب بين الكتابة واللغة الشفهية، ولكنه اقتراب لا يعني أكثر من أي علامات كتابية أو مجموعة منها تشير وتدل على جملة من الكلمات دون أن تصل الى تحديد ذلك بدقة. أما المرحلة الثالثة فهي التي أصبحت فيها العلامة تعني كلمة، أما المرحلة الأخيرة، فشهدت اختصار الجمل الى كلمات، ليصبح عدد الأصوات أو العناصر الصوتية التي تحتويها الكلمات أقل من الكلمات ذاتها. أما الفصل الثاني، فيتناول دور الرسم والتصوير في ظهور الكتابة، باعتبارهما سابقين على الكتابة نفسها في الظهور، حيث لا تكتسب الكتابة معناها الحقيقي إلا إذا توفر لها عنصران أساسيان، هما العنصر التشكيلي والعنصر الاتصالي. ويتناول المؤلف أنماط ونماذج الكتابة التركيبية والكتابة التحليلية، التي تعتمد على الكلمات المصورة. وفي الفصل الثالث، يتناول المؤلف تأثير الخامة والأسطح والوظيفة في رسم الخطوط، عبر استعراضه لألواح الطين السومرية، ثم الكتابة على أوراق البردي، وصناعته وتحويله إلى لفائف، ثم يتناول أدوات الكتابة. وينتقل المؤلف إلى الفصل الرابع، حيث يتناول تنظيم العلاقة بين الصورة والكتابة، بدءا بالآثار القديمة، ودور الكتب المصورة التي وصلت في شكل لفائف من البردي المصري، والتي ترجع إلى 1800 سنة قبل الميلاد، وكذلك الألواح الخشبية التي اكتشفت في الصين قبل 1380 1400 قبل الميلاد. ثم ينتقل خلف طايع إلى تطور الطباعة الأوروبية، منذ انتقال أوروبا من العصور الوسطى إلى عصر النهضة، فيما يرصد انطلاقة الطباعة في الصين باستخدام القوالب الخشبية، وصولا إلى جوتنبرج الذي قدم المطبعة للبشرية.