لا يزال قرار منع العمل تحت أشعة الشمس «الحارقة» التي كسرت معدلاتها المتوقعة متخطية سقف ال 52 درجة في محافظة جدة «حبر على ورق» ولا يزال العمال في كثير من المنشآت يعملون تحت ظل «المكشوفة» دون تطبيق فعلي للقرار الذي استهدف حماية العمال من أضرارها. وقال عمال التقتهم «المدينة» إنهم لا يعرفون شيئًا عن القرار وأنهم يعملون تحت الشمس ولم يتغير شيء إطلاقًا، ناهيك عن أن العمل يبلغ ذروته في هذه المواقيت، لافتين إلى أنهم يعالجون الأمر بالمياه الباردة ويحاولون التغلب على اللهيب الحارق ببعض الواقيات «البدائية». وأكمل العمال أن جدة تأتي في المرتبة الثانية ما بين مدن المملكة من حيث المشاريع التنموية وان اغلب أصحاب الأعمال يهمهم الانجاز قبل راحة العاملين. من جانبه قال مدير مكتب العمل بمحافظة جدة عبدالقادر الغامدي إن مكتب العمل قام بزيارات متعددة فور صدور القرار الفعلي لعدد من المنشآت يتوقع أنها لم تلتزم بالقرار وقامت بالفعل بتسجيل عدد من المخالفات، منوهًا ان أي جهة لم تلتزم بالقرار يتم إصدار عقوبة بحقها حسب ما هو نص النظام. وكان قرار وزارة العمل الصادر مؤخرا قد نص على انه لا يجوز تشغيل العامل في الأعمال المكشوفة تحت أشعة الشمس من الساعة الثانية عشرة ظهرًا إلى الساعة الثالثة مساءً خلال الفترة الواقعة بين اليوم العاشر من برج السرطان، الموافق الأول من شهر يوليو، إلى نهاية أغسطس من كل عام واستثنى القرار العمال الذين يعملون في شركات النفط والغاز، وكذلك عمال الصيانة للحالات الطارئة، على أن تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من أضرار أشعة الشمس وكانت محافظة جدة قد سجلت 52 درجة كاعلى حد وصلت له في حين وصلت في الأحساء وحفر الباطن إلى 51. .من جانبها أصدرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تقريرها عن التغيرات المناخية، مؤكدة انه خلال شهر يونيو من كل عام تسقط أشعة الشمس عموديًا على مدار السرطان (23.5 درجة على خط الاستواء) إيذانًا ببدء فصل الصيف مناخيًا في نصف الكرة الشمالي، وحيث إن هذا الخط يتواجد على أواسط المملكة فإن كمية الأشعة الشمسية الساقطة تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة ما يؤدي إلى انخفاض معدل الضغط الجوي. وأشار التقرير إلى نشوء المنخفض الحراري على شبه الجزيرة العربية المتصل بامتدادات منخفض الهند الموسمي والذي يمتد شمالًا وغربًا حتى يصل إلى شرق البحر المتوسط، ومن ضمن خصائص هذا المنخفض أن درجة حرارة كتلته الهوائية شديدة الحرارة وجافة وتنعكس درجات الحرارة المسجلة في هذا الفصل على مناطق المملكة وصنف التقرير الجزء الأول من هذه الفترة ب «الصيف الجاف»، حيث تسود الرياح الشمالية الجافة والحارة التي تنشط على فترات ما يؤدي إلى عواصف ترابية شديدة تبلغ ذروتها وسط النهار تفاعلًا مع امتداد المرتفع الجوي المتمركز شمال غرب المملكة وما ينشأ معه من فروقات في قيم الحرارة والضغط على مناطق شرق ووسط المملكة. وأبان أن مناطق غرب المملكة تتأثر بالرياح الشرقية (السموم) التي تهب بين فترة وأخرى وتكون جافة وشديدة الحرارة ومحملة بالغبار، أما الجزء المتبقي من الفترة المذكورة وحتى نهاية فترة الصيف فيمكن أن نطلق عليه «الصيف الرطب» على السواحل من آخر يوليو وحتى نهاية شهر سبتمبر، ويتميز بارتفاع في الحرارة والرطوبة التي تستمر بشكل متكرر، مشيرا إلى أنه عندما تسود الرياح الشرقية الخفيفة والمعتدلة أحيانًا على المنطقة الشرقية والمحملة ببخار الماء فإنها تكون مرهقة بشكل كبير بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتسمى برياح (الطوز). وحسب التقرير فإن هذا الفصل لا يخلو من نفحات لطيفة تجعل من مرتفعات عسير، الباحة، والطائف منتجعا يقصده رعايا المملكة ودول الخليج حيث تصل درجات الحرارة إلى 16 درجة مئوية وربما تتدنى إلى 10 درجات كما سبق أن سجلت في أبها عام 1994، وإذا أضفنا إلى ذلك تضاريس الجبال وتواجد الجبهة شبه المدارية (ITCZ) والمحملة بكميات كبيرة من بخار الماء وتحركها شمالا لتصل إلى أقصى مدى لها على منطقة المدينةالمنورة، وتتسبب هذه الأمور مجتمعة في هطول الأمطار تكون غزيرة في بعض السنوات.