في المجتمعات الاستهلاكية يقلّد التجار المبتدئون بعض سابقيهم. فإذا ما نجح شخص أو شركة في بضاعة، أو خدمة ما، أو مطعم أكلات مميزة، سواء كانت نمطية، أو غير نمطية، تجد ألف مقلّد لذلك المطعم، أو البضاعة، أو الخدمة. ليس ما يمنع من ذلك ما دام أن إقبال السوق كبير, وما دامت الجودة النوعية محفوظة, والمنافسة شريفة. كما أن هناك إمكانية في التطوير والتحسين والتسعير. في النهاية لا يثبت ويستمر في السوق إلاّ ما يرضى المستهلك ويحظى بقبوله من ناحية الجودة والسعر والتميّز. ليس في السوق محاباة لأحد، لأنها تتخلص من الذين لا يحصلون على رضى المستهلك بأسرع مما يتصوره بعض المغامرين في التجارة. بالطبع هناك حالات يصبر عليها المستهلك مرغماً، إذا لم يكن في السوق منافس، والسلعة ضرورية، وليس لها بدائل أخرى. عندئذٍ يكون تعامل الزبون اضطراراً. بيد أن مثل هذا الوضع لن يدوم طويلاً، إذ سرعان ما تتهيأُ البدائل وتقترب الأسواق. في السلوك الاستهلاكي نجد في حالات كثيرة عدم الاهتمام بالجودة، لأن الاهتمام – في الدرجة الأولى – منصب على السلعة بصرف النظر عن جودتها. وهذا بلا شك كما يعرف العاقل أنه اختلال في الفطنة. إنها باختصار بعثرة النقود للحصول على شيء معين، لمجرد الحصول عليه، من أجل سلوك أو علاقة اجتماعية، أو وجاهة، أو مجاراة التيار، أو غير ذلك من المحفزّات الاجتماعية وعللها. لذلك نجد في مثل هذه المجتمعات الاستهلاكية ازدهار السلعة المقلدة، لأنها رخيصة السعر مقارنة بالسلعة الأصلية. فهي تعطي لمالكها الانطباع بالمقدرة المالية أمام الآخرين. مثل هؤلاء يبددون أموالهم هدراً ولن يستطيعوا الثبات على مستويات وقدرات مالية فوق طاقتهم لأن وضعهم سيكون زائفاً، ويحتاج دائماً إلى مزيد من التضحيات المالية للثبات. تقول العامة إنها مظاهر وربما تستحسنها، ولكن المنطق لا يحفل إلا بالمخبر دون المظهر وبالمنافسات الشريفة الراقية. 00966266999792 [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain)