كشف وكيل جامعة أم القرى د. عادل محمد نور غباشي عن برامج ومشروعات جديدة تنفذها الجامعة لتأصيل العمل التطوعي في المجتمع المكي، خاصة في موسمي الحج والعمرة بما يحقق البعد التاريخي والوطني للعمل التطوعي، ودعا إلى ضرورة التفريق بين عمل تطوعي القصد به كسب الأجر من الله تعالى وبين من يحاول أن يزور أو يغير مجري العمل التطوعي لعمل غير أخلاقي، مشيرًا إلى أن العمل التطوعي لا يعني ترك الوظيفة. وأكد أن تفاوت مستويات الطلاب أمر طبيعي وأنه سيتم إطلاق دبلومات لتأهيل أبناء الأسر المحتاجة لسوق العمل. وتوقع انتقال جميع الكليات للمدينة الجامعية قريبًا. * صدرت الموافقة على تنظيم الجامعة لندوة العمل التطوعي وآفاق المستقبل محرم المقبل، ما هو الهدف من تنظيمها؟ ** العمل التطوعي من الأعمال التي تحتاجها شعوب العالم كافة، ولو نظرنا إلى تاريخ مكةالمكرمة قبل الإسلام لوجدنا أن قريشا كان لها الكثير من الأعمال التي كانت تقدمها تطوعًا لخدمة حجاج بيت الله الحرام ومنها السقاية والرفادة وخدمة الحجاج وقضاء حوائجهم، وحينما أتى الإسلام أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأعمال الطيبة والعناية بكل ما يؤدي إلى ترابط المسلمين وتلاحمهم إلى أن يحققوا التكافل الاجتماعي المنشود. ومن أهداف الندوة التأصيل للعمل التطوعي ومشروعيته في الإسلام ليكون خير دافع لحث الناس على المشاركة والقضاء على سلبيات العمل العشوائي، وإبراز الجانب التربوي والتاريخي والتجارب العالمية لتكون ضمن الأفكار التي تتبناها الندوة وتطرح على المختصين لينظروا فيما يمكن تحقيقه، كما تهدف إلى تنظيم العمل التطوعي في مكة وتقديم رؤية لهذا العمل ليستفاد منه في نشر ثقافة العمل التطوعي وتتطلع الندوة الى استشراف مستقبل الخدمات التطوعية في الحج والعمرة وفقًا لظروف المتطوعين والحجاج والمعتمرين، كما تناقش دور التوعية والإعلام والأسرة ومؤسسات المجتمع المدني في نشر ثقافة التطوع وبرامج تأهيل وتدريب المتطوعين وآليات التنسيق والتواصل معهم. * هل الوعي بالعمل التطوعي في مجتمعنا وصل لدرجة الرضا التام؟ ** نتمنى أن يصل مستوى الوعي بالعمل التطوعي في مجتمعنا إلى 100% ونحن لم نقم بدراسة إحصائية عن مستوى نسبة العمل التطوعي، لكن هناك جهودًا كبيرة تبذل ولعل خير شاهد ما نلمسه في مواسم رمضان والحج من تقديم الأطعمة حول المسجد الحرام لإطعام الصائمين والزائرين والحجاج وتوزيع المياه المعبأة، وما قام به الشباب والفتيات بعد حدوث كارثة السيول في جدة ونسعى لأن نطور ثقافة العمل التطوعي وأن يكون الجميع على وعي وإدراك باهميته. * هل ترى ضرورة إقرار منهج دراسي لطلاب التعليم العام يبث ثقافة العمل التطوعي؟ ** أتمنى أن يكون ذلك ثمرة من ثمار الملتقى من خلال تقديم نماذج من التاريخ الإسلامي والعهد السعودي. * هل ستناقش الندوة آلية لمكافحة من يستغلون الأعمال التطوعية في تحقيق أغراضهم الشخصية والكسب المادي؟ ** يجب أن نفرق بين عمل تطوعي القصد به كسب الأجر من الله تعالى وبين من يحاول أن يزور أو يغير مجرى العمل التطوعي لعمل غير أخلاقي، ولدينا مع هذه المحاور اقتراح لإقامة حلقتي نقاش أتمنى أن يشارك فيها خيرة علمائنا الذين نتشرف بأن نكون من طلابهم لنأخذ هذه الرؤية العلمية الصحيحة. وهذه الندوة مقدمة لأفراد المجتمع كافة وتبث عبر الشبكة إلى مقر الطالبات، وستكون هناك مشاركة كبيرة للمرأة سواء من عضوات هيئة التدريس بجامعة أم القرى ومن غير الجامعة حسب ما يصلنا وقد تلقينا الكثير من الأبحاث التى أعدتها أكاديميات وباحثات. * كم عدد الأبحاث التي وصلتكم ومتى سيتم الانتهاء من ذلك؟ ** قسمنا العمل لثلاث مراحل، الأولى مخاطبة الجامعات السعودية والمتخصصين بإعلامهم عن الندوة ليسهموا بكتاباتهم، وقد تلقينا حتى الآن30 ورقة عمل وبحث، والمرحلة الثانية استقبال الطلبات وفقًا لشروط البحث وقد وصلتنا مشاركات مع ملخصات، وموعد إغلاق باب الطلبات خلال شهر رجب. وقد أتحنا الفرصة للجميع لكن هناك لجنة علمية متخصصة ستقوم بتقويم جميع ما يرد الندوة من أبحاث وأوراق عمل. * أنتم تتحدثون عن العمل التطوعي في الحج وغيره لكن الشباب الذين يشاركون في أعمال الحج يبحثون عن مردود مادي لهم كيف نوفق بين هذا وذاك؟ ** ليس هناك تعارض بين العمل التطوعي والعمل لكسب الرزق مطلقًا، أنا أستطيع العمل لأكسب العيش الكريم وأقوم إلى جوار هذا العمل بأعمال تطوعية أخرى ونحن لا نقصد من الدعوة للعمل التطوعي ترك طلب الرزق الحلال لأن الاتجاه فقط للعمل التطوعي لا يحقق الأهداف المرجوة. * ماذا قدمت الوكالة للطالب والأستاذ الجامعي؟ ** وكالة الجامعة يرتبط بها الكثير من الجهات ومنها عمادة الدراسات الجامعية للطالبات وتستوعب نحو 23 ألف طالبة ونحن نسخر جميع الإمكانات لخدمة هذه الأعمال مجتمعة، وفي المركز الطبي الجامعي هناك الكثير من الإضافات التي ستظهر قريبًا، وفيما يخص عمادة الدراسات الجامعية للطالبات نسعى جاهدين أن نوفر لهم جميع الإمكانات من متطلبات دراسية ومعامل. * ماذا حقق مشروع دعم أبناء الأسر المحتاجة في الجامعة؟ ** هذا البرنامج ينفذ بناءً على توجيهات القيادة، وقد بدأنا بإعادة رسوم أكثر من 400 طالب وطالبة التحقوا بالبرامج المختلفة في الجامعة كالسنة التأهيلية والدبلومات والدراسات العليا المسائية، والجامعة تسعى لإقامة دبلومات لتأهيل أبناء الأسر المحتاجة للالتحاق بسوق العمل وصدر قرار وزير التعليم العالي بتكوين لجنة لتفعيل وتنفيذ الأمر السامي الكريم في الجامعات السعودية. * متى يكتمل انتقال جميع الكليات والإدارات للمدينة الجامعية؟ ** الجامعة في تطور مستمر وهناك كليات جديدة افتتحت، ونحن نسابق عجلة الزمن وحاليًا معظم الكليات انتقلت إلى المدينة الجامعية، وأتوقع انتهاء ذلك في خلال السنوات المقبلة. * بعض المختصين يرون أن مستوى الطالب الجامعي لا يزال دون المأمول.. هل تؤيد ذلك؟ ** من الصعب إصدار تعميم على كل طلاب الجامعة وأنا أعلم أن هناك طلابا متميزين للغاية، وهناك تباين في مستويات الطلاب منهم المقبول والجيد والممتاز، والمبدع وإذا كان هناك ضعف لدى بعض الطلاب فهو أمر طبيعي. وهناك برنامج تقوم به وكالة الجامعة للتطوير الأكاديمي في الجودة أجزم أنه نابع من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملًا أن يتقنه) والجامعة تسعى لأن تكون رائدة في مجالات العلوم العربية والشرعية والأعمال الخدماتية المنطلقة لخدمة الحجاج والزوار.