بكل حرقة أسطر هذه الحروف التي تلامس قلب طالب يرى بأن كل ما قام به من جهد وتعب على مر السنين يتبخرأمام عينيه دون أن يستطيع عمل أي شيء . ولعل مثل هذا الطالب الكثير ممن هدمت أحلامهم و قتلت طموحاتهم بقرارات وتخبطات لا معنى لها ولا طعم . أتصل بي أحد الزملاء يبلغني بأن له أخا متميزا دراسيا منذ التحاقه بالمدرسة من الصف الأول الابتدائي وإلى هذا العام فهو الآن بالصف الثالث الثانوي , ولم ينزل معدله في مرحلتي المتوسطة و الثانوية عن 98% وقد كرم الطالب أكثر من مرة على منطقته لتفوقه العلمي ولسلوكه المتميز . رغب الطالب أن يستعد لاختبار المركز الوطني للقياس والتقويم مبكرا , لذلك قام الطالب بالتسجيل في اختبار القدرات عام 1431ه وهو بالصف الثاني الثانوي وحصل على 65% ثم سجل في القدرات عام 1432وحصل على 70% وكان هذان الاختباران بالنسبة له إعدادا للاختبار الثالث الذي قرر الطالب أن يبرز كل ما لديه من علم ومعرفة من أجل تحقيق نتيجة تليق بمستواه الحقيقي , خاصة وأن قياس ليس بالأمر السهل كما يظن البعض , ودرجته تؤثر وبقوة في تحديد مصير الطلاب مستقبلا . وهنا قام الطالب بالتسجيل في اختبار القدرات الأخير لعام 1432 ه وخرج وهو يثق بأنه قدم كل ما لديه في الاختبار من جهد ليحقق ما يصبو له ويطمح إليه ( نتيجة تليق بمستواه التعليمي ) . وعند ظهور النتائج استعلم عن نتيجته فوجدها ( الدرجة موقوفة ) وأنه يجب عليه إعادة الاختبار مرة أخرى في 1 / 8 فكانت بمثابة صدمة قوية للطالب دون أن يعرف ما معنى ذلك , وطلب من أخيه أن يساعده في تفسير ذلك , فقام الأخ بدوره حيث أتصل بالمركز الوطني للقياس والتقويم وأستفسر منهم , فكان الجواب بالصدمة الثانية للطالب ولأسرته وهي : بأن الطالب حقق نتيجة كبيرة وهذا يعني أن لديه تباينا في الدرجات مما أستدعى اللجنة إيقاف درجته فورا ودعوته لإعادة الاختبار . فهل الأخوة في قياس لا يريدون مشاهدة درجات عالية في اختباراتهم , ومن يحصل على الدرجة العالية يشكك في قدراته وإمكاناته , وكأنهم يقولون ( المملكة لا يوجد بها طلاب متفوقون ) . لم أجد تفسيرا لهذا العمل الذي قام به المركز الوطني إلا أنهم لا يثقون باختباراتهم , ولا يثقون بلجانهم والدليل طلب إعادة الاختبار الذي لا مبرر له سوى ما ذكرت . بصراحة المركز الوطني من وجهة نظري للأسف لا يحقق الهدف المرجو من تأسيسه وهذا واضح من اختباراتهم وقراراتهم . أتمنى من المسئولين في المركز الوطني توضيح هذا الأمر , وما ذنب طالب اجتهد وثابر وحصد نتيجة تليق به ليحرم منها بسبب أنها عالية , ولعل النسب السابقة لا تساعده في الإلتحاق بالتخصصات التي يطمح إليها من الطفولة . سالم عايد العبسي – جده