كَثُر استياء المصلين وشكواهم من بعض الخطباء في طريقة تعاملهم مع الخطابة بشكل عام وخطبة الجمعة بشكل خاص ، و التي لم تعد مواكبة لعصرنا الذي تتسارع فيه التطورات . كما أنها قد تبتعد أحيانا آخرى عن الآداب التي أمر بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ؛ ونتيجة لذلك تجد المصلين ينقسمون بين من يذهب لها وهو يصارع أهواءه و يضرب كل أفكاره السلبية عن وضعها الحالي عرض الحائط فقط من أجل الحصول على المثوبة والأجر . أما البعض الآخر تجده يستسلم لأهوائه ويتعذر بما شاء من الأعذار فلا يهتم بالحضور لسماعها . ولو ُطرِِح على المصلين سؤال كاستفتاء عن أسباب عدم اهتمامهم بالحضور في الوقت المحدد لسماع خطبة الجمعة لوجدت أن الأسباب تتباين بين علو صوت الخطيب وانخفاضه أو عدم مناسبة موضوع الخطبة للأحداث الحالية أو طول ساعات الخطبة وغير ذلك من الأسباب وربما مل المصلون ونفروا أحياناَ من أسلوب الخطيب لإكثاره من اللوم والتقريع مع كل خطبة جمعة حتى يكاد المصلون يقولون: (ليته سكت!!) حقيقة لا أعرف لمَ تعاني الخطابة الدينية من الإهمال والتقصير من بعض الخطباء ؟ مع أنها من أهم الفنون النثرية المستخدمة في التوعية وأكثرها تأثيراً على الناس !! فقد عرّف أرسطو الخطابة بأنها (القوة القادرة على الإقناع )واعترف هتلر بأن أهم أسباب فشل الحزب النازي هو( عدم إجادته لفن الخطابة).. إذن فهو اعتراف صريح بأهمية الخطابة في إقناع الناس وإيمانهم بفكرة معينة والدفاع عنها ثم لماذا نرى فنونا دنيوية كثيرة تتطور بسرعة البرق( كأساليب التعليق والتحليل على كرة القدم وهذا على سبيل المثال لا الحصر ) بينما تتثاقل خطى التطور في الأمور الدينية وربما تجدها واقفة دون حراك (كخطبة الجمعة وغيرها)حتى إذا وصلت للتطور المطلوب وجدت أمامها سباقا آخر ؟؟!! إضاءة مهمة جداً أختم بها مقالي للمقصرين من الخطباء ديننا يسعى لرقي البشرية لا لتخلفها . هبة العبّادي-جدة