(1)..»أبغى أصل إلى بيتي»..وبس! ..سكان حي الهدى في شمال شرق جدة بعثوا لي برسالة يأملون من جريدة المدينة الموقرة-عبر فضائي المتاح-أن تكون صوتهم الملح إلى المسؤولين في أمانة المدينة..لعلهم يبادون في الإيعاز للمعنيين بالتشجير وشؤون الحدائق بإقامة حديقة لهم في فضاء عام بين المساكن,لما»للحدائق من أهمية في حياة الناس كمتنفس للأصحاء,ومشفى للمعتلين..على السواء»..متمنين أن تكون هذه الحديقة احدى المئة والستين حديقة التي تنوي الأمانة إقامتها هذا العام,وأن تكون حديقتهم الأولى من نوعها-بحسب ماينتظرون-في أحياء شرق طريق الحرمين..كما إن الرسالة تتضمن طلبا بإنارة حيهم أسوة بالأحياء المجاورة,إذ أن شوارع الحي تقبع في ظلام دامس..أدى في كثير من الأحيان إلى وقوع بعض الحوادث والممارسات الخاطئة.. العجيب والطريف في الأمر أن أصحاب الرسالة السابقة,أرسلوا لي رسالة أخرى يريدون مني أن أتجاهل طلباتهم المستحقة السابقة,من أجل طلب جديد يريدون من خلاله»طريقا يقودهم إلى بيوتهم»..عندما ينتهون من قضاء احتياجاتهم العملية والأسرية,في النواحي القريبة! فالذي يأتي-كما يقولون- من طريق المدينة,عليه أن يستمر في الاتجاه شمالا إلى (الرحيلي), ثم العودة جنوبا إلى قرب كوبري المطار,تمهيدا للعودة الثالثة-من جديد-إلى مدخل الحي أمام قاعة فرح للإحتفالات,عبر مسافة طويلة..يقولون في رسالتهم»إن معاناتهم تكمن في أنهم يرون بيوتهم على مسافة أمتار منهم,ومع ذلك لايستطيعون أن يصلوا إليها.معنونين رسالتهم الجديدة ب»نريد أن نصل إلى بيوتنا..وبس..ولو في الظلام»!!. وأقول..إن مايطلبه هؤلاء المواطنون يوغل في اغوار المعاناة الحقيقية حد الوجع..فتخيلوا أن تكون أقصى أمنيات المواطن طريقا يقوده إلى بيته..إن ذلك يؤكد ماذهبت إليه في نثار سابق,بأن حال مدينة جدة(بشكل عام) لايعبر عنه إلا تيار العبث في الأدب والفنون,والذي تنبثق مفرداته من حقيقة فقد الانسان لكينونته ومعناه,في لجة بحار لاترحم..وبحارة لايعبأون بحياة ركابهم عبر مسافات الضياع!هل تذكرون(جدة..كاكاد..كاكاتوس)..! (2)متى تصلنا ثقافة العالم! ..بمناسبة أدب اللامعقول و(كاكاد..كاكاتوس)وجدت في احدى مكتباتنا الشهيرة,تحت عنوان»أحدث الإصدارات» مسرحية(المغنية الصلعاء)ليوجين يونسكو,والتي اقتبست منها المقطع السابق(المعبر عن حال مدينة جدة), الذي لايدل على شئ سوى أن فقد الانسان لمعناه..يعني فقده للغته أيضا!وكنت بقدر فرحي ببروز مثل تلك الآثار الأدبية الرائعة على واجهة مكتباتنا..مصدوما من المفارقة الثقافية التاريخية بين زمن تأليف الكتاب وزمن ظهوره في مكتباتنا!إذ أن يونسكو كتب مسرحيته تلك,قبل سبعين عاما(بالضبط),وهاهي تصلنا هذه الأيام على جناح زمننا الثقافي العجيب..مشكلة(الوصول)تظل أزمتنا الأبدية..إذ أن وصولنا المتاخر دائما,يفضي بنا إلى ارتهاننا السكوني إلى مواقع انتقل منها العالم منذ عقود بعيدة من الزمن,في سبيل حضارات تتحقق..وحضارات تتسمر على جدران التخلف والسكون.!..ومع ذلك فنحن في هذا المشهد المعرفي أفضل من غيرنا(بكثيييير)..فثمة أناس لايعرفون كيف يصلون إلى بيوتهم..من الأساس..فضلا عن وصولهم المتأخر(جدا)لمرافئ الحضارة والثقافة والمعرفة الخالصة..! (3)الوصول إلى كأس البطولة! ..للرياضيين..ولشباب الوطن عامة أن يفرحوا بتشريف والدهم المحبوب..عبدالله بن عبدالعزيز لتتويج الفائزين في آخر مسابقات الموسم..بعد ان مكث بينهم مساء(بطوله).المساء الذي كان مناسبة خالصة للفرح..برعاية المليك..وتتويج الأبطال,والبشارة بالملعب المنتظر..(وابن عبدالعزيز كله خير في خير).. وبهذه المناسبة لعلي أبارك لفريق النادي الأهلي حصولهم على كأس البطولة,بعد أن جدوا وثابروا وقطعوا من أجلها مشوارا مفعما بالتحديات والانتصارات..حتى أنهم سجلوا في احدى مبارياتهم الحاسمة(ثلاثة أهداف)متتابعة لم يشاهدها أحد-لسرعة تحقيقها-حتى الآن! ,لتجئ ليلة التتويج عرفانا بقدرتهم على الإبهار,بعد فوزهم على الاتحاد بركلات الترجيح التي لايجيدها إلا أمهر اللاعبين(كمسعد وهزازي ورفاقهما)! (4)الوصول إلى جوانزو! قدمت الخطوط السعودية عرضا مغريا لزبائنها الكرام,يشمل تذكرة سفر لمدينة جوانزو اليابانية بسعر 2500ريال(ذهابا وإيابا)..لكني لاأعرف أحدا تقدم بطلب هذا العرض,إلا أخبر بانتهاء الفترة الزمنية للعرض,وقد كان السؤال المكرر على ألسنة الجميع»وهل بدأ العرض لينتهي؟»..وبصراحة فلم يعد في المسألة(طب)!وأصبح طرح موضوعات الخطوط العجيبة نوعا من أنواع الدهشة!!..تماما كحال مدينة العجائب جدة..(يوجين يونسكو..مرة أخرى!) (5) إليه.. ..معقول أن يصنع بك(الاتحاد)ياصاحبي كل ذلك؟إن الحياة برمتها فوز وخسارة..ولكني لست كثيرا مع شموخك وأنت تقول..»المشكلة أننا لم نخسر أمام فارس تقليدي(كما تتوقع)..بل خسرنا أمام أنفسنا فقط..لأن زمن الفرسان المنافسين ولى واندثر»!هؤلاء هم الاتحاديون..لايرون الدنيا بأسرها إلا من خلال عيونهم الصفراء المشعة بالسواد..ونحن نريدهم يرون ألوان الكون الأخرى..أي(اتحاد) ذلك الذي توحدت من أجله تلافيف كل تلك القلوب على الحب والنصرة والوجع؟!.إن في العشق فنونا لايستوعبها..حتى العاشقون أنفسهم..كصاحبي(الاتحادي).. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain