الترقية في الآونة الأخيرة صارت شبحًا مخيفًا يطارد الموظفين، وخاصة القد امى منهم، فعندما يشاهد الموظف اسمه مدرجًا في بيان الترقية يفرح فرحًا شديدًا، والكل يقول له مبروك، ولكن في أقل من دقيقة يتلاشى ذلك الفرح، وينقلب إلى هم وحزن عميق؛ لأن الترقية جاءته في مكان بعيد وليس أمامه إلا أمران لا ثالث لهما، فإما أن يذهب ويباشر عمله الجديد، ويتحمل تبعات ذلك من استئجار مسكن له ولأفراد أسرته بعدما كان مستقرًا في مسكنه الخاص، أيضًا أبناؤه وبناته يضطر أن ينقلهم إلى مدارس أخرى قريبة من عمله الجديد، وأمور كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، والأمر الآخر أن يتنازل عن الوظيفة، ويعمل إقرارًا على نفسه بأنه لا يستطيع المباشرة على الوظيفة الجديدة لظروفه العائلية. فالترقية صارت بعبعًا يطارد الموظفين، وخاصة الذين اكتووا في نار التجمد الوظيفي لعدة سنوات، بل إن بعضهم لم يترقَ إلا بعد (20) سنة، يعني أن نصف الخدمة ذهبت هباءً منثورًا. ومن هذا المنبر ندعو إلى المبادرة إلى إلغاء ذلك التعميم التعجيزي رأفةً بالموظف المتجمد، والذي عانى كثيرًا، أضف إلى ذلك أنه من المفترض أن يعوض الموظف المتجمد عن سنوات تجميده. عليثة عواد الجهني - جدة