رصد تقرير صادر عن هيئة الرقابة والتحقيق للعام المالي 1430/1431ه عددًا من الملاحظات على أداء فرع المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالمدينةالمنورة. الدقيق والسوق السوداء وأوضحت هيئة الرقابة في تقريرها ملاحظة وجود كميات من الدقيق مخصصة للمخابز، ولا يتم استخدامها بالكامل، حيث يقوم عدد من تلك المخابز ببيع الفائض عن حاجتها للأسواق؛ مما تسبب بنشوء سوق سوداء، وفي هذا السياق لفت المواطن ريان القين إلى أن المخابز بالمدينة تغير مستوى إنتاجها في العام المنصرم عن الأعوام السابقة، حيث بدأت بتوفير الكميات التي يحتاجها المستهلك بعد أن كان يصعب الحصول على منتجات المخابز في بعض الأوقات بحجة عدم توفر الدقيق، مشيرًا إلى أن انتشار المخابز بشكل لافت في الآونة الأخيرة يدل على اكتفاء السوق بمواد الإنتاج من الدقيق والنخالة وغيرها، وهو مما ساهم في سد احتياج أهالي طيبة من المواد الغذائية الأساسية. شح النخالة الآدمية وتطرق تقرير هيئة الرقابة -حصلت « المدينة « على نسخة منه- إلى عدم توفر النخالة الآدمية لدى فرع الصوامع، وهو ما أكده البعض من أصحاب المخابز، حيث أوضح حمود الحربي أنه من الصعب الحصول على النخالة الآدمية في أوقات سابقة، ولكن هذه الصعوبة بدأت في التلاشي في الفترة القليلة الماضية، منوهًا إلى أن المؤسسة العامة لصوامع الغلال تعمل على توفير كافة الاحتياجات، وتذليل الصعوبات من خلال تجاوب المسؤولين بها، وفي مقدمتهم مدير عام الفرع بالمدينةالمنورة، وشاركه الرأي المهندس فهد الجهني، والذي بين صعوبة الحصول على النخالة الآدمية حتى في الفترة الأخيرة؛ نظرًا لزيادة الطلب عليها وقلة المعروض، مضيفًا بأن التقارير والإحصائيات الرسمية للتعداد السكاني تشير إلى ازدياد واضح في نمو سكان منطقة المدينةالمنورة، مطالبًا في الوقت نفسه من المؤسسة العامة لصوامع الغلال بزيادة إنتاج النخالة الآدمية لمواكبة النمو السكاني بالمنطقة ومحافظاتها، مع عدم التصدير لخارج المنطقة إلا بعد الاكتفاء الداخلي أولًا. تكدس النخالة الحيوانية كما أشارت الهيئة إلى وجود تكدس للنخالة الحيوانية بكميات كبيرة في ساحات الفرع وبطريقة عشوائية، موضوعة على طبليات غير صالحة للاستخدام لتكسرها؛ مما قد يعرضها لتكاثر الحشرات ومخاطر الحريق؛ نظرًا لعدم تخزينها داخل مستودعات الفرع، ونوه المزارع نبيل الأحمدي إلى أن النخالة الحيوانية كانت تعاني سابقًا من ضعف في الجودة، مبديًا عدم رضا كافة المستهلكين عنها مسبقًا إلا أنها -ويقصد النخالة الحيوانية- أصبحت أفضل جودة من السابق ولا يزال المستهلك يطالب بتطويرها بشكل أكبر في الأيام المقبلة. عدم كفاية التخزين وأفادت هيئة الرقابة بعدم كفاية مستودعات التخزين بفرع المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالمدينةالمنورة، حيث لا يتوفر سوى مستودع واحد بطاقة استيعابية تقدر ب(65) ألف كيس دقيق. لجنة بدون مفعول وأمانة غير متعاونة ولفت التقرير إلى عدم قيام أمانة المدينةالمنورة بتزويد فرع المؤسسة بأسماء المخابز ومواقعها ومواقع المستودعات المرخص لها بالعمل، وكذلك عدم تفعيل دور اللجنة المشكلة من إمارة المنطقة والأمانة والشرطة وفرع وزارة التجارة والغرفة التجارية وفرع الصوامع بالمدينةالمنورة، بناء على توجيه وكيل إمارة المنطقة أثناء نشوب أزمة الدقيق العام المنصرم. ونوه التقرير إلى عدم قيام اللجنة المشكلة لعدد من المهام الموكلة إليها، ومنها عدم دراسة وضع مستودعات الدقيق الخاصة بتجار الجملة من ناحية استيفائهم للشروط الصحية الخاصة بالتخزين، وكذلك عدم تقديم تقارير أسبوعية عن مدى توفر الدقيق في السوق، وحاجة المستهلك منه. من جانبه أكد أعلن مدير عام فرع المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالمدينةالمنورة منصور المديفر في رده على تقرير الراقبة عن تشكيل لجان على مستوى كافة الفروع تقوم بزيارات ميدانية للعملاء، بحيث يتم تحديد الكمية الفعلية التي تحتاجها المنشأة وفق آلية ومحددات ثابتة لضمان عدم حدوث سوق سوداء للدقيق وأضاف المديفر حول ملاحظة هيئة الرقابة والتحقيق شحّ النخالة الآدمية بفرع المؤسسة بالمدينة بأن النخالة الآدمية كانت توفر سابقا من قبل فروع المؤسسة الأخرى بسبب عدم وجود خط تعبئة، مبينا أنه تم إنشاء خط تعبئة للنخالة في فرع المدينةالمنورة وتم تشغيل الخط في بداية شهر ربيع الآخر من العام الهجري الحالي، مؤكدا أنها متوفرة في الأسواق الآن بشكل كاف . أسماء المخابز وحول عدم تزويد أمانة المدينةالمنورة للمؤسسة ببيانات وأسماء المخابز المصرح لها بالعمل، لفت مدير عام فرع المؤسسة بالمدينة إلى أنه سبق وأن خاطبت المؤسسة أمانة المدينةالمنورة بحيث يتم تزويدها باسم مستخدم ورقم سري لكي تتمكن الأمانة من متابعة رخص البلدية المدخلة من قبل العملاء والتأكد من صلاحيتها، مبديا تذمره من عدم تعاون الأمانة بقوله : «لا زلنا بانتظار ردهم، مع العلم بأن المؤسسة استكملت العام المنصرم وبمشاركة وزارة التجارة والصناعة تحديث بيانات كافة عملاء الدقيق لمنطقة المدينةالمنورة بما في ذلك المخابز». تفعيل الدور وأكد منصور المديفر في حديثه بأن اللجنة التي وجه وكيل إمارة منطقة المدينةالمنورة بتشكيلها قبل ثلاثة أعوام مكونة من إمارة المنطقة والأمانة والشرطة وفرع وزارة التجارة والغرفة التجارية وفرع الصوامع، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عقد اجتماعات اللجنة يتم بدعوة من رئيس اللجنة وهي أمانة المدينةالمنورة، وأن المؤسسة بدورها حضرت كافة الاجتماعات التي دعيت لها، أما عن تفعيل دورها فقال : « يمكنكم أن توجهوا سؤالكم لرئاسة اللجنة«. وبين المديفر بأن الجودة هي شعار المؤسسة في منتجاتها، مضيفا بأن مختبرات مؤسسة الصوامع بكافة فروعها بما فيها المدينةالمنورة مجهزة بأحدث أجهزة التحاليل لضمان جودة منتج الدقيق ومن ضمنها أجهزة فحص السمّيات إضافة إلى سحب عينات بصفة مستمرة من جميع الفروع وتحليلها بالمختبر المركزي بالإدارة العامة بالرياض، مؤكدا أن الجودة النوعية للمنتجات تخضع لنظام مراقبة وتحكم دقيق لضمان جودة المنتج وفق أعلى معايير الجودة . ونوه مدير فرع الصوامع بالمدينة بأن المؤسسة بصدد الانتهاء من تنفيذ عدد ثلاثة مستودعات بالفرع للتخزين، مشيرا بأنه يجري إنشاء مستودع آخر لقطع الغيار يتوقع استكماله قبل نهاية العام الحالي . لا تكدس للنخالة وحول رصد هيئة الرقابة لتكدس النخالة الحيوانية في ساحات الفرع وبشكل عشوائي وشح النخالة الآدمية، نفى المديفر استمرار هذا التكدس الذي أرجعه نظرا لقلة الطلب آنذاك نتيجة توفر الشعير، مضيفا بأنه يتم البيع أولا بأول حاليا، مبينا في الوقت ذاته أن النخالة الآدمية يتم إنتاجها فقط بناء على طلب العميل وبالتالي لا يتم تخزين هذا المنتج لمدة طويلة . وأضاف منصور المديفر في حديثه بأن المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق تسعى جاهدة لرفع مستوى الأداء وتقديم جودة وخدمة بالمستوى المأمول إضافة لتطوير كبير للفروع، والذي يتم حسب خطط وأولويات مدروسة، وفيما يخص فرع المدينةالمنورة لهذا العام أكد المديفر بأنه سوف يتم إضافة موازين جديدة لوزن الشاحنات لتقليل وقت الانتظار وتقديم خدمة أفضل، وكذلك إنشاء خط تعبئة للنخالة الحيوانية السائبة لتسهيل عملية النقل للمصانع وبين فروع المؤسسة، وأيضا إنشاء مبان إدارية للأمن الصناعي، وتوسعة المبنى الفني والمبنى الإداري إضافة إلى استكمال إنشاء المستودعات .