اطّلعتُ على عدد ملحق الأربعاء الصادر بتاريخ 6 رجب 1432ه، وشد انتباهي ما جاء في صفحة بانوراما فنية إعداد الأستاذ سهيل طاشكندي حول مبادرة معالي وزير الإعلام تكريم الرواد من أهل الفن، وأود أن أسجل للتاريخ أن تراثنا الفني يسبق بعشرات السنين جيل المطرب طارق عبدالحكيم، وطلال مداح، والشاعر إبراهيم خفاجي، ومَن جاء معهم وبعدهم مثل المطرب محمد عبده، وجميل محمود، ومن حسن الحظ أن الكاتب الأخ سهيل ذكر في ختام مقاله فقرة تسجل أسماء عدد من المطربين والموسيقيين والفنانين مثل الأساتذة محمد علي سندي، وفوزي محسون، ومحمود حلواني، وعبدالله المرشدي، وعبدالله محمد، وغيرهم... رحم الله الأموات، وحفظ لنا مَن بقي منهم. ولكن للحقيقة وللتاريخ مرة أخرى أقول إن تراثنا الفني يشمل أسماء كبيرة سبقت هؤلاء الفنانين، وهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ حسن جاوة -رحمه الله- والشيخ حسن لبني، وسعيد أبو خشبة، ومن قبلهم الشريف هاشم، وعبدالله عقدة، وأبو حميدي، والسيد هاشم، وحسن حلواني، والشيخ علي شيخ من الطائف، والعم أحمد بغدادي -رحمه الله- من جدة، وعبدالرحمن ابلاتين، وعمر كدرس، وفؤاد بنتن، وهناك أسماء شعبية لمطربين آخرين، كما يجب أن نسجل بالتقدير الشاعرة الكبيرة ثريا قابل -أمد الله في عمرها- والتي ألفت الكثير من الأغنيات باللهجة الحجازية. وابتسام لطفي، والفنانة توحة، ومن جيلها سيدات لا أذكر أسماءهن، فبلادنا غنية بالموسيقيين، والشعراء، والعازفين على آلات الطرب كالقانون، والرق، والكمان، ويمتاز الموسيقار طارق عبدالحكيم أنه أول من كتب الموسيقى، (على النوتة الموسيقية)، وأول من أسس فرقة الموسيقى العسكرية، وأول من أنشأ الفرق الشعبية، ونقل موسيقانا على شفاه مطربات عربيات. فمكة، والمدينة، وجدة، والطائف كانت تزخر بفنانين وعازفين كبار، ولسوء حظنا فقد كان الفن والغناء محاربًا في فترة من الزمن؛ ممّا حرم انتشار تراثنا الفني في العالم العربي. ولقد حاول الفنان طارق أن يؤسس معهدًا للموسيقى، وبدأ بالتعليم في بيته، وللأسف لم يتم إنشاء المعهد. ولا يفوتني في الختام أن أشكر كاتب المقال على ذكره الفنان الكبير الأستاذ عبدالحليم رضوي، الذي أسس للفن التشكيلي والرسم، وشارك في المعارض العالمية، ورفع اسم المملكة بين كبار الفنانين المعاصرين، وكان يُختار من المحكمين الدوليين -رحمه الله رحمة واسعة- وكذلك الأستاذة الفنانة الكبيرة صفية بن زقر التي سجلت لوحاتها تراثنا الاجتماعي، ومراسم الأفراح، وسجلت صورًا من الحياة الشعبية وغيرها من الفنانات السعوديات. وما دمنا بصدد التقدير والثناء لوزير الثقافة والإعلام على فكرة التكريم للفن والفنانين، أتمنى لو يُقام حفل سنوي تكريمي بجائزة من الدولة للمبدعين في المجالات العلمية والثقافية والفنية، وختامًا لكم تحياتي وتقديري.