تحدثنا سابقًا عن المبتعث واختيار الجامعات الدولية من حيث القوة الأكاديمية والبحثية ولكننا لم نعرج على أهمية إجادة اللغة للمبتعث حتى وإن أبدى تميزاً أكاديميًا. فكثيرٌ من المبتعثين لا يجيدون التحدث بطلاقه بسبب قلة الممارسة وعدم الاهتمام بإجادة المفردات والكلمات ( (Vocabularies التي لا يمكن الاستغناء عنها أثناء الحديث بل إن إجادة نطق الكلمات بشكلها الصحيح يجعل المستمع يفهم ما يقوله المتحدث وإن إجادة اللهجة الأمريكية أو البريطانية (American or British Accent) لها أهمية كبيرة في توصيل المعلومة وفهمها من الطرف الآخر (Audience) فقد لا يكترث المبتعث بإجادة اللغة إلا عند مناقشة إحدى الرسائل العلمية. فعلى سبيل المثال في مرحلة الدكتوراة عندما يقف المبتعث أمام لجنة المناقشة ويتحدث بأسلوب ركيك يصعب على اللجنة فهمه أو حتى فهم أطروحته العلمية فتجده مهزوزاً متخبطاً حتى وإن كانت رسالته العلمية قوية من ناحية الدراسة الأكاديمية. فالتفوق الأكاديمي لا يعني بأي حالٍ من الاحوال إجادة اللغة بإتقان!! فكم من المتميزين هم متميزون فقط في الجانب الأكاديمي أما جانب اللغة فتجده يتلعثم حينًا ويتوقف حينًا آخر لسببين رئيسيين: أولاً: عدم الاكتراث بالاطلاع وحفظ كلمات ومفردات قوية في اللغة الإنجليزية ومما يساعد على الحفظ مثلاً: الاختلاط بالمجتمع الخارجي (وأقصد به الأجنبي) والمحاولة التحدث معهم باستخدام أي كلمة أو مفردة جديدة. ثانيًا: عدم الاطلاع وبشكل مستمر وقراءة كتب اللغة المتخصصة في الكتابة الأكاديمية وطرق نطق الكلمات والمفردات الجديدة وتحسن المستوى اللغوي والنطقي لدى الشخص والذي لا يحصل إلا من كثرة المشاهده للقنوات الناطقة باللغة الإنجليزية والقراءة والاختلاط بناطقي اللغة الإنجليزية أيضًا، وهذا لا يعني الاختلاط وممارستها مع غير الناطقين بها من جنسيات آسيوية أو غيرها. فبرامج اللغة وللأسف لا تعلم الشخص كل شيء ما لم يكن الشخص صاحب إرادة قوية في تعلم اللغة من مصادرها المختلفه وشراء مراجع علمية لتعلم اللغة وعدم الاكتفاء بمناهج المعاهد والتي في معظمها تعلم أساسيات اللغة فقط. فكم من مبتعث في نهاية البرنامج يجد نفسه لم يتحسن كثيرا بسبب اعتمادة الكلي على مناهج المعهد.فقد كان لي تجربة مع هذه المناهج التي هي بحق لا تؤهل المبتعث لإجادة اللغة بل هي أداة ووسيلة لتحفيز المبتعث لتعلم اللغة فقط. فكم من مبتعث لم يحصل على درجة التوفل أو الايلتس بعد نهاية البرنامج!! مما يدل دلالةً واضحة أن مناهج المعاهد ضعيفةُ وأن تركيزها على الكتابة الأكاديمية ضعيفٌ جدًا لأنه كما نعرف أن اختبار التوفل(iBT TOEFEL) أوالايلتس (IELTS) يعتمد اعتماداً كليًّا على النطق الصحيح والكتابة الأكاديمية الصحيحة والقراءة للمقالات العلمية وتلخيصها والإجابة على مجموعة من التساؤلات التي يعجز الكثير من المبتعثين بل من أصحاب الشهادات الأكاديمية العليا من تجاوزها بسبب ضعف ال (Vocabularies ) أو عدم إلمام الشخص بطرق القراءة السريعة ال (Scanning ). فإجادة اللغة الإنجليزية تحدثًا وكتابةً مهمة جداً لأي مبتعث يريد أن يتميز ليس فقط في الدراسة الأكاديمية بل في كليهما. م. سعيد جندب المعلوي - أمريكا - جامعة ليهاي