حلّت الإجازة الصيفية، وحزم المسافرون حقائبهم، وحددوا وجهاتهم، فمن مصطاف داخلي، أو سائح في بلاد الله الواسعة، في حين تتعدد وسائط النقل من بري وجوي لا شك بأنه وعلى الرغم من قصر الإجازة فإن طموحات المصطافين أكبر في قضاء أوقات جميلة تنسيهم هموم عام من عمر الزمن. لكن وللتذكير فقط هناك في الطرف الشمالي من البلاد، وتحديدًا في محافظة العلا لازال هناك همٌّ جاثمٌ على معلم كبير من معالمها الحديثة، ألا وهو المطار الذي لم يطل انتظاره تنفيذًا، لكنه غاب عن النظر كما يبدو تشغيلاً، فعلى الرغم من المكاتبات بين المحافظة والإدارات ذات الصلة من جهة، وبين الهيئة العامة للطيران المدني والخطوط الجوية السعودية من جهة أخرى، ولكن الإجابات في كل الحالات لم تأتِ بجديد. لو لم يكن المطار مكتملاً لنحي باللوم على المقاول، أو الاستشاري، أو ما يقع عادة في تعثر المشاريع، لكن مشروع مطار العلا بات جاهزًا، حاله حال الصّب الذي أضناه ليل طويل لم يعرف غده. تجري بعض همسات بأن دراسة (الجدوى) هي مَن أخّر افتتاح المطار وتشغيله!! وفي هذا لغط كبير، فكل المعطيات على أرض الواقع تحكي قصة نجاحات واعدة تنتظر (الناقل الجوي) الوحيد إن تم تثمين دور محافظة العلا كواجهة سياحية نالت قصب السبق التصنيفي العالمي على مساحة خارطة الآثار في بلادنا. بالحسبة البسيطة وحسب نظرية الاحتمالات- نجد أن مطار العلا وهو يخدم منطقة في دائرة قطرها أكبر من 700 كم، في بقعة ذات قدر كبير من الجذب السياحي، حيث الآثار التي تحكي قصة خمس وست دول حضارات قامت في بطن ذلك الوادي، وأي جدوى تغيب جرّاء نقل ما يربو على مائة ألف مسافر سنويًا، في متوسط حسابي مقداره أربع رحلات يوميًّا. الحقيقة التي لا يمكن أن تغيب هو ذلك السؤال الكبير عن أسباب تأخير تشغيل مطار العلا بعد مضي عام كامل من اكتمال كل مرافقه، وتجهيز كافة أدواته مع ما صرف عليه من الملايين، ليبقى مَعلمًا تئن فيه الرياح. ويظل الأمل يحدونا بجهود المخلصين أن لا يمضي طويلاً ترقُّبنا لتفعيل مطار منطقة حضَر فيها عبَق التأريخ، وجمال الجغرافيا، ونفح الكرم، وأفواج المسافرين، وغاب فيها الناقل الجوي، وشعار -نعتز بخدمتكم- فالله المستعان.