الوقفة الأولى: «جَلد وسَجن سائق ليموزين أقام علاقة مع فتاة»، هذا عنوان الخبر الصحفي المنشور في جريدة المدينة 17576، وجاء بالخبر أيضًا أنه بالرجوع إلى ملف سوابقه اتّضح أن له سابقتين: حيازة، واستعمال مخدرات، وفي الحقيقة لا تعليق على الحكم الشرعي.. ولكنّ الذي أريد التحدّث عنه هو أن أول إجراء مع المحكوم عليهم من السعوديين في مثل هذه القضايا أحيانًا يصل إلى فصله من عمله الحكومي، بعد محاكمة من مرجعه: مدني أو عسكري، وفي الوقت نفسه الأجنبي يرحّل لبلاده، ويوضع ضمن القائمة السوداء، وتعميم اسمه على منافذ دخول المملكة، وهذا الإجراء يعرفه القاصي والداني، والكبير والصغير. وهنا أسأل سؤالاً أطالب فيه الجهة المختصة الإجابة عنه في نفس الصحيفة، طالما تم نشر الخبر: هل هذا العامل تم تسفيره في القضية الأولى؟ وإذا تم تسفيره كيف دخل للبلاد ليرتكب القضية الثانية؟ وإذا تم تسفيره بعد الجريمة الثانية، كيف دخل البلاد ليرتكب الجريمة الثالثة؟ مع ذكر الأحكام الشرعية والأمنية التي صدرت بحقه إن أمكن. الوقة الثانية: لا يخفى على الجميع العدد الهائل من ضحايا الحوادث المرورية، وخاصة على الخطوط الخارجية، والأسباب المؤدية للوفيات. ولعلّي أقف على البعض منها، فأقول: من الأسباب ما يتعلّق بقائد المركبة، ولستُ بصدد التحدّث عنها في هذه العجالة، ولكن أستطيع أن أقول: إن من الأسباب الرئيسة هو التأخّر في الإنقاذ، والإسعاف، والإطفاء، كيف لا ومراكز الهلال الأحمر المسافات بينها طويلة جدًّا! وكذلك فرع الدفاع المدني حدّث ولا حرج، المسافات بمئات الكيلومترات، وعذرًا يا وزارة الصحة المفترض أن يكون التباعد المحزن بين المستشفيات هو السبب الرئيسي؛ لذا أقترح أو بعبارة أخرى: ما الذي يمنع أن تكون هذه الخدمات الإسعافية المتعلّقة بأرواح الناس تخضع للتخطيط الميداني، بحيث يكون الموقع الواحد يشتمل على أكثر من فرقة إنقاذ وإطفاء من الدفاع المدني، وأكثر من عربة هلال أحمر، وخدمات صحية أولية في في موقع واحد، ولا تزيد المسافة عن 50 كلم؟ وما الذي يمنع أن تكون فرقة الهلال الأحمر في حالة سرى كما هو عليه أمن الطرق والجهات الأمنية الأخرى؟ ولا أعتقد أن هذا الأمر صعب في ظل الميزانية العملاقة لهذا الجهاز. حتى عربة الإنقاذ التابعة للدفاع المدني الأخرى أقول الأوضاع هي التي تفرض الدوريات السيارة؛ لأن الحوادث في بلادنا تفوق البلدان الأخرى بنسبة عالية جدًّا، ومقترح آخر: ما المانع من أن دورية أمن الطرق التي تمسح الخطوط ذهابًا وإيابًا تشارك في عمليات الإنقاذ، وذلك بتدريب أفراد القيادة على استخدام آلة الهورست التي يستخدمها الدفاع المدني في عمليات الإنقاذ. وهنا يبرز الدور الإيجابي بكامله في الإنقاذ.