لقد تحولت فترة الاختبارات عند كثير من الأسر وأبنائهم إلى قلق سنوي، ومرض موسمي ،وأصبحت تترك في نفوس الطلاب والطالبات آثارا سلبية، تنعكس على سلوكهم العام ،نلحظها في تعاملهم مع المحيطين بهم،وقد تظل هذه الحالة ملازمة لفترات طويلة وضعهم النفسي المأزوم الذي خرج من حالته الطبيعية إلى حالة غير طبيعية،حتى يعد بعضهم أيام الاختبارات من التجارب الصعبة في حياته ،والتي تحمل ذكريات مؤلمة ،يذكرها بسوء كلما مرت أيام الاختبارات (والسبب ) أنها أيام ارتبطت بالشحن النفسي الرهيب من البيت والمدرسة ،فأولياء أمور الطلاب والطالبات يرون الاختبارات ،أنها محصلة عام دراسي مضى ينتظرونه مع أبنائهم وبناتهم ،فيكون كل همهم أن يحقق الأبناء تطلعاتهم ؟ «وليس على ألسنتهم الا جملة كلنا نعرفها ،وبعض المعلمين يقولها لطلابه وكذا المعلمة لطالباتها «عند الامتحان يكرم المرء أو يهان» ولم نكن لنعلم أنها تزيد من وتيرة القلق لدى الأبناء والطلاب ، وقد يتساءل بعضنا أين كان الآباء طيلة العام الدراسي ،عندما لا يظهر اهتمامهم بمتابعة أبنائهم ،إلا في نهاية العام ؟ ،هذا من جانب البيت ،أما في مدارسنا فتبدو الأجواء قبل فترة الاختبارات وأثناءها أقرب إلى أجواء بعض المنازل التي تتحول إلى ثكنات عسكرية فالمبالغة في التدقيق والمتابعة والتفتيش والحركة من قبل المراقبين في قاعات الاختبارات ،أساليب تزيد في شحنة القلق لدى الطلاب والطالبات مما يجعلهم يشعرون بأنهم أمام مفترق طرق وفي أصعب أيامهم ،وماينبغي القيام به ،هو مساعدتهم بتهيئة الأجواء ليؤدوا اختباراتهم بيسر،وفي أيام الاختبارات يحق لأولياء الأمور ترقب نتائج أبنائهم وبناتهم ،ويحق لهم أن تنمو مخاوفهم، مما قد يحدث لأبنائهم أيام الاختبار ،ويحق لنا جميعا- آباء ومعلمين - أن نعلن توجسنا من بائعي السموم والمخدرات التي تنشط حركتهم أيام الاختبارات ،مستغلين حاجة الطلاب إلى الاستذكار والنشاط والسهر ،فيبيعون عليهم حبوب أوهام التفوق والنشاط ؛ولكن لا ينبغي المبالغة في الحديث عن هذا الأمر مع أهمية التحذير من شرورهم ،حتى لا ينقلب التحذير عكسا لما نريد ،فتكون الدعاية للتجريب ،دون أن ننتبه ،فالأبناء والبنات ليسوا في حاجة إلى زيادة قلقهم ،أو فزعهم من المنتظر خصوصا طلاب وطالبات الشهادة الثانوية ،فهي بمثابة عنق الزجاجة ،والتي تستنفد منهم تفكيرا طويلا في كيفية الخروج بنجاح،في ظل نتائج اختبارات القياس المقلقة ،لهذا يجب أن تسير أيام الاختبارات بتلقائية ،وأن تسود الأجواء في المنزل والمدرسة مشاعر مريحة ،تريح نفوسهم وتهدئ من مخاوفهم ،تساعدهم على أداء مذاكرتهم بشكل جيد،وتطمئنهم وهم يسوقون الخطى نحو قاعات الاختبار ،تحفهم دعوات الوالدين بالنجاح والتوفيق ،بدلا من أن تحفهم دوائر القلق والخوف. محمد إبراهيم فايع-خميس مشيط