«ارحل» عنوان أول كتاب عن الثورة التونسية صدر باللغة الفرنسية في باريس، متضمنًا شهادة 100 تونسي وتونسية عن ثورة الياسمين التي استمرت 29 يومًا، وأسفرت في 14 يناير 2011 عن رحيل زين العابدين بن علي. ويبدأ كتاب «ارحل» بشهادة المدون سليم عمامو، الذي أصبح بعد ذلك وزيرًا في الحكومة التونسية المؤقتة التي تشكلت في أعقاب رحيل بن علي. ويكشف سليم عمامو أنه لم يكن يتخيل عندما تم الإفراج عنه من السجن يوم 13 يناير، أن تونس أصبحت على بعد 24 ساعة فقط من التخلص من بن علي الذي حكم تونس بالحديد والنار لسنوات طويلة. كما تضمن الكتاب شهادات لتونسيين عاديين مثل تلك السيدة القاطنة بشارع إشراق بتونس العاصمة، حيث كشفت عن مدى تضامن الشعب التونسي في مواجهة القمع الأمني لبن علي، من خلال تقديم المساعدات للثوار وتقديم العلاج لمن سقط منهم جريحًا من أجل الحرية. ولا يكتفي الكتاب بشهادة الثوار، بل يتناول أيضًا بالتحليل والصور وجهين مهمين للثورة التونسية، أولهما تاريخ عائلة بن علي، لا سيما عائلة زوجته ليلى الطرابلسي التي أسهمت بنفوذها وجشعها في جمع الثروات في سقوط الديكتاتور التونسي. أما الوجه الثاني فهو مدى الضعف والوهن الذي أصاب الصحافة التونسية، بسبب الرقابة القاسية التي كانت مفروضة عليها. وقد صدر كتاب «ارحل» عن دار نشر «لايور» الفرنسية، ويقع في 240 صفحة.