معظمنا يستعد من الآن لقضاء إجازته السنوية التي سيقضيها في مكان ما، تم تحديده مسبقًا مع العائلة الكريمة، فهل تشكل الإجازة الصيفية مشكلة حقيقية.. وإن كانت بهذا الحجم الذي يقال عنها من السلبية فلماذا لم يفكر التربويون في إعادة النظر فيها؟ لم توضع العطلة الصيفية بشكل عشوائي، ولم توجد من غير سبب؟ فهي تشكل حاجة ماسة لكل من المدرسين والطلاب والأهل أيضا.. وعليه، كل بلد تحدد إجازتها الصيفية في الفترة التي تقل فيها القدرة على العطاء في العمل وبذل الجهد الذهني، وحاجة الطالب إلى العطلة الصيفية حاجة جسدية وذهنية، وبخاصة بعد الضغط الذي يتعرض له جراء امتحانات آخر السنة التي يزداد فيها التوتر، فالنشاط الصيفي يساهم في نمو متكامل لشخصية الطفل من خلال تنمية مهاراته وهواياته. هناك انشطة مختلفة تمارس في العطلة الصيفية تكون مختلفة عما يمارس في المدرسة، ويسد نقصًا افتقده الطالب في مدرسته بسبب التزامها بالمنهج الذي يكون في أحيان كثيرة على حساب نمو الشخصية المتكاملة لدى الطفل والانضمام إلى المخيمات الصيفية التي يمكن أن تقدم ما لا تقدمه المدرسة، قد يحتاج بعض الأبناء إلى التقوية في مواد دراسية معينة نتيجة تقصيرهم بها، فلا ضرر من ذلك، شريطة أن تعطى بطريقة مختلفة وحيوية وبدون ضغط الامتحان الذي يسببه للطالب، ويجعله يحفظ فقط للحصول على درجات عالية، لا للتعلم والتثقيف والتوعية. وبكل الأحوال فإن من الأشياء المهمة التي يجب أن نحرص على استمرارها في العطلة الصيفية المطالعة وبخاصة القصص الهادفة التي فيها العبرة والتشويق، وفي قصص الصحابة والصحابيات ما فيه الخير لأبنائنا. وآمل أن تكون النشاطات الصيفية مشتركة بين الاهل والابناء إذ انه من الضروري أن يلمس الابناء هنا تغيير دور الأم أو الأب الذي كانا يمارسانه في ايام الدراسة، وهو دور الاستاذ إلى دور المشارك من خلال انخراطهما معهم في بعض النشاطات الصيفية. إن علينا أن نؤمن أن لكل ولد مفتاحًا خاصا به نستطيع من خلاله الدخول اليه والتعامل معه، وان كل انسان لديه إمكانات هائلة تبقى مخبأة ومتوارية، لذا علينا أن نسعى لنكتشف هذه الإمكانيات ونظهرها وننميها والاجازة الصيفية فرصة لذلك.