منذ سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، واحتلال العراق، ابتلينا بإيران التي استغلت الفرصة بسقوط النظام العراقي الذي كان يقف شوكة في حلق الملالي والآيات في إيران، ووجد آيات وملالي إيران أن الفرصة قد سنحت لكي يصولوا في الساحة الخليجية، وتجول استخباراتها وحرسها الثوري والباسيج وغيرهم فيها ليفرضوا سيطرتهم على العراق توطئة لمد النفوذ الفارسي من إيران مروراً بالعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وغزة ومصر إلى شمال إفريقيا وبالطبع من الجهة الأخرى أفغانستان وباكستان وغيرها من الدول، وهذا واضح وضوح الشمس، فالعملية ليست مذهبية كما يعتقد البعض، بل إن إحياء الإمبراطورية الفارسية هي الهدف والمبتغى كما قلنا مرارًا وتكرارًا. الذي دفعنا للحديث عن هذا الموضوع التصريحات المتكررة لزعماء إيران سواء من قائد الحرس الثوري إلى وزير الدفاع إلى الرئيس أحمدي نجاد إلى المرشد الأعلى إلى رئيس البرلمان إلى رئيس الاستخبارات وغيرهم، كُلٌّ يُصرِّح ويُهدِّد ويَتوعَّد دول الخليج بالويل والثبور والهلاك، ويبدو أن هناك تناوب بالتصريحات لجس النبض!! كان آخرها تصريحاً لرئيس «مصلحة تشخيص النظام» هاشمي رافسنجاني، الذي كنا نعتقد إلى وقت قريب أنه هو والرئيس خاتمي من المعتدلين والعقلاء من بين الآيات والملالي في إيران وبالإمكان التعامل معهم، عندما قال: «إن شعب البحرين وقع عليه ظلم»؟!! ، بل وأيضاً تصرفات حكام إيران التي لا يمكن لأي عاقل أن يقبلها. واقع الحال يقول لنا إننا مرة أخرى ابتلينا بهؤلاء الذين يريدون أن يتدخلوا في شؤون خليجنا العربي بالقوة وكأننا ليس لدينا الأهلية لإدارة شؤوننا!!. المضحك في الأمر أن غواصات إيران وصلت إلى البحر الأحمر لجمع معلومات استخباراتية!! ولا نعرف نوعية هذه المعلومات الاستخباراتية التي يسعون لجمعها. الخبراء العسكريون يبدون دهشتهم على ذلك التصرف ويقولون إن الغواصات لم تكن في يوم من الأيام تجمع معلومات استخباراتية لأنها بالمنطق تحت الماء وليس فوقه!! ثم بعد أن وجدوا أن هذا الكلام لا يمكن هضمه قالوا: إننا نريد محاربة القرصنة الصومالية؟!، والقرصنة الصومالية لا يمكن محاربتها من تحت الماء حتى لو وضعت مناظير الدنيا على سطح الماء إلا عن طريق الطيران والأقمار الصناعية والبوارج الحربية وغيرها من المصادر الاستخباراتية. إن الغواصات الإيرانية بالإمكان أن تتعطل بالكامل ويموت جميع طاقمها بواسطة لغم واحد بحري، فبُعد تلك الغواصات عن المياه الإيرانية يجعلها عرضة للألغام البحرية، وكذلك عرضة للصواريخ من قبل البوارج الحربية الأمريكية وغيرها، التي لن تسمح لغواصات مهما كانت جنسيتها أن تهدد بوارجها العسكرية وحاملة طائراتها وتعريض أفراد طواقمها للخطر. الأمر الآخر أننا لا نعرف مدى التقنية العالية لتلك الغواصات الإيرانية لكي تتعامل مع دولة عظمى متقدمة مثل أمريكا لها مصالح في المنطقة ولديها خطوط حمراء لا تسمح لأي كائن كان أن يتجاوزها. غواصة نووية روسية تعطلت في قاع البحر ومات جميع طاقمها البالغ 118 فرداً ونحن إلى الآن لا نعرف ما هو المغزى من إرسال غواصات إلى البحر الأحمر، فهذا أمر غريب ومحير، هل هو استعراض للعضلات؟! أم أنه تشتيت الانتباه وإبعاد الشعب الإيراني عن المأزق الذي يعاني منه حكام طهران داخلياً؟! مشكلة الطغمة الحاكمة في إيران أن كل يوم تخترع بدع مضحكة بالضبط مثل الطاغية معمر القذافي صاحب الكتاب الأخضر ولجانه الشعبية المزعومة. الأمر الآخر أن ألمانيا سوف توقف استغلال الطاقة النووية السلمية، لأنها اكتشفت أن مضارها على شعبها أكثر من فوائدها بعد تسرب إشعاعات من مفاعل نووي سلمي في اليابان بعد موجة تسونامي، وذلك بحلول عام 2022م، وإيران إلى الآن مصرة وتريد أن تحصل ليس على الطاقة النووية السلمية بل على الطاقة النووية المدمرة للحرث والنسل، بعبارة أخرى أكثر دقة أسلحة الدمار الشامل المعروف بحروفها الأبجدية الانجليزية المختصرة (W.M.D) حتى ولو كان ذلك على حساب قوة شعبها ورفاهيته وأمنه ورخائه. الحكام في طهران وقم ومن يدور في فلكهم غرباء الأطوار حيث تناسوا أننا في خليجنا العربي لدينا متعلمين تعليما عالياً يفوقهم وحكامهم ومن هم على شاكلتهم، وبالتالي إذا أرادت إيران وحكامها النصيحة من قبلنا كمتعلمين، فهي جاهزة لنقول لها إن أية دولة نامية تريد اللحاق بركب العلم والتقدم وتجلب الخير والرخاء لشعبها فإن عليها أن توفر رغيف العيش لمواطنيها والوظائف والسكن والحريات وحفظ حقوق مواطنيها وعدم التسلط عليهم وقمعهم ومصادرة انتخاباتهم والزج بهم في السجون وتعذيبهم على أيادي الجلادين المحاطين بالنظام. الشعوب الآن أصبحت أكثر وعيًا ولا تنطلي عليها ألاعيب ملالي وآيات إيران الذين لا هم لهم إلا جمع «الخمس» من الأموال من البسطاء حتى أصبح لديهم ملياردارية بالمئات وسبق أن أشرت في مقال سابق إلى أحد الإيرانيين المتعلمين الأذكياء الذي قال: إن على زمن الشاه كان لدينا ملياردير واحد اسمه الشاه وفي عهد الآيات والملالي لدينا مئات الملياردارية. نحن نعي تماماً أن عصر التحالف مع الأجنبي ضد الأوطان والشعوب قد ولَّى من غير رجعة. ومن يفعل ذلك فهي الخيانة كل الخيانة ضد الأوطان فعلى من يضعون أيديهم بأيدي إيران على حساب مصالح شعوبهم أن يتعلموا ويعوا هذه الحقيقة، لأن الوطن مهما جار على الإنسان يظل عزيزاً عليه يجب أن لا يدنسه بالأجنبي الذي يريد امتصاص خيراته وتركيع أهله وجعله يدور في فلكه في كل صغيرة وكبيرة. نخلص إلى القول: إننا كشعوب مجلس التعاون الخليجي يجب أن ننتبه لمحاولات المد الفارسي والتي تزرع العملاء لزعزعة أمننا واستقرارنا في خليجنا العربي، فكشف شبكات إرهابية تجسسية إيرانية في الكويت الشقيقة يشهد على ذلك. فنحن في هذه الفترة نعيش فوضى وفلتان أمني في بعض دول المنطقة، ولا يمكن أن نتعامل مع ما يدور حولنا إلا من خلال الالتفاف حول قادتنا، وتكوين جبهة داخلية واحدة، ووحدة خليجية واحدة، لكي نفوت الفرصة على إيران وعملائها الذين ينكشفون ويتعرون يوم بعد يوم، ويجب الحذر أيضاً من قِبَل شعوبنا في دول المجلس بكل أطيافهم الذين نعرف تمام المعرفة أن ولاءهم وانتماءهم الحقيقي هو دائمًا لأوطانهم وليس لأي دولة خارجية تعزف على وتر المذهبية في حين أن الهدف هو إحياء ومد النفوذ الفارسي الإيراني. [email protected]