حين صدرت الموافقة السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين على تأسيس الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية، تحت مظلة وزارة التعليم العالي في 28/5/1431ه استبشر المجتمع الرياضي خيرًا، وخاصة الشباب الجامعي الواعي المثقف، ولم يخب ظنهم -ولله الحمد- فقد أثبت الاتحاد المنتظر نفسه، فالسياسة الحكيمة التي أرساها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من انفتاحه على شعوب العالم أجمع كان لها أكبر الأثر في النهل من ثقافات الشعوب، بما يتوافق مع ثقافتنا السعودية الإسلامية العربية، حيث استفاد أبناؤنا الطلبة من كافة مشاركاتهم في اللقاءات المحلية والدولية من ثقافة تلك الشعوب. وكان لدعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتعليم العالي بكافة مناشطه التعليمية والتربوية أكبر الأثر في تسلّح أبنائنا الطلاب بالعلم والمعرفة، والاستفادة من الأنشطة اللاصفية في تعاملهم مع الآخرين من طلاب الجامعات العالمية، وهذا ما حدث في مشاركات الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية محليًّا، وعربيًّا، ودوليًّا، حيث حقق أبناؤنا الطلاب العديد من الإنجازات، واستفادوا من علاقاتهم ومعايشاتهم لزملاء لهم من جامعات مختلفة، ومن بلدان متعددة الثقافات. لقد رفعوا العلم السعودي (راية التوحيد) خفّاقة في دول عديدة، ونشروا ثقافة التسامح والحب التي يتحلّى بها شعبنا السعودي العظيم بقيمه الإسلامية، وروحه العالية والنابعة من قيمنا وتعاليمنا الإسلامية السمحة، وأخلاقيات مجتمعنا السعودي.. لقد نجح الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية في مشاركاته الخارجية المتعددة، وعلى سبيل المثال لا الحصر مشاركته في مصر في الدورة الرياضية العربية الثانية للجامعات، وفي مسقط في الدورة الرياضية الخليجية السابعة (2010م)، وبدأ أول دوري رياضي للاتحاد بين الجامعات السعودية في عشر لعبات، منها ثلاث جماعية، وسبع فردية هذا العام، وكانت بداية انتظرها الجميع شارك فيها أكثر من ألف شاب سعودي من ثلاثين جامعة سعودية حكومية وأهلية. لقد كانت بداية قوية، وجمعت الأبناء الأشقاء من الجامعات السعودية المختلفة، وخلقت جوًّا رائعًا للتنافس الشريف.. حقًّا لقد أثبت شبابنا أن الرياضة أخلاق وفروسية، لعبوا بأخلاق الكبار، وتحلّوا بشهامة الفرسان، أمّا الجامعات السعودية فقد أثبتت علو كعبها في الأنشطة الرياضية، وتوزّعت البطولات بينها، وبرزت الجامعات الحديثة النشأة إلى جانب أخواتها الأكبر سنًّا، حقًّا هذا هو الاتحاد المنتظر، وهذه هي الهدية الغالية من ملك الإصلاح والصلاح خادم الحرمين الشريفين للشباب الجامعي، إنه الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية.. ولقد كانت مشاركات الاتحاد تؤكد حرص المسؤولين فيه على تحقيق التميّز للرياضة الجامعية، وبدأنا نجني ثمار قيام الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية تألقًا ورفعة للرياضة الجامعية، وسوف يشارك الاتحاد في بطولة الألعاب الرياضية العالمية للجامعات المقامة في الصين 2011م.. والأمل معقود على شبابنا الجامعي للاستفادة من الإمكانيات المتاحة لهم في الجامعات، ومن خلال الاتحاد من أجل النهوض بالرياضة في بلادنا الغالية؛ لأنها تمثّل جانبًا كبيرًا في رقي الشعوب، وتقدمها، ونهضتها، وترفع مكانتها بين الدول. شكرًا لمعالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري لرعايته للاتحاد الرياضي، وشكرًا لمعالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب لاستضافة المهرجان الختامي للاتحاد، والذي ظهر بأجمل صورة إخراجًا وإبداعًا وتألقًا، وننوّه بجهود القائمين على الاتحاد الرياضي، وعلى رأسهم سعادة رئيس الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية الأستاذ الدكتور وليد بن عبدالرزاق الدالي. [email protected]