طالب الفريق العلمي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والذي تمكن من إنتاج مواد جديدة من أنابيب الكربون النانوية مطعمة بمواد نانوية عضوية وغير عضوية تستطيع القضاء على بكتيريا الإيكولاي في المختبر بنسبة 100% في فترة قصيرة جداً، وزارة الصحة بدعم اختراعهم لإيصال فكرته إلى المنظمات الصحية العالمية. ورجح أعضاء الفريق أن يكون لهذه المادة المبتكرة تأثير مباشر وقوي على البكتيريا المعروفة ب «كتيريا الخيار» والتي تفشت في أوروبا مؤخراً، مشيرين إلى أن من أهم تطبيقات هذا الاكتشاف استخدام هذه التقنية في تعقيم مياه الشرب ومعالجتها وتنقيتها من الملوثات. وأوضح ل»المدينة» الدكتور معتز علي عطية أستاذ مساعد قسم الهندسة الكيميائية (أحد أعضاء الفريق العلمي) أن بداية فكرة المشروع جاءت لمحاولة استخدام تقنية النانو قبل سنة ونصف، فالمحاولات ليست وليدة اليوم بل بدأت قبل فترة، حيث صنعنا مواد النانو هناك في المفاعلات الكيميائية الموجودة في القسم، وتم تطعيمها بمطعمات كيميائية مختلفة، ومن ثم جربنا هذه المواد التي تم تصنيعها في المفاعلات الكيميائية وتجربتها على الماء لرؤية ما إذا كانت تستطيع القضاء على البكتيريا، ووجدنا ولله الحمد أن هذه المضادات لها قدرة كبيرة على قتل البكتيريا تصل إلى فاعلية بنسبة 100%. وعن الدافع الرئيس للبحث عن مواد مضادة لبكتيريا اوكولاي السامة قال عطية « الدافع كان وراءه الطالب سامر الحكمي وهو «مهندس كيميائي» في الأصل ولكن مع بدايته في دراسة الماجستير طلب أن يكون بحثه في التطبيقات البيولوجية «استخدام النانو في التطبيقات البيولوجية «، ونحن في قسم المواد الكيميائية متخصصون أكثر في عملية انتاج مواد النانو ولكن لسنا متخصصين في التطبيقات البيولوجية، وبعد ذلك تناقشنا مع الدكتور أمجد خليل أستاذ مشارك بقسم الأحياء عمّا إذا كان من الممكن المحاولة في استخدام المواد التي يتم إنتاجها بالمعامل الكيميائية في التطبيقات البيولوجية، واجتهد الحكمي وعمل على استخدام المواد التي تم إنتاجها في المفاعل الكيميائي «النانو» في عملية قتل بكتيريا الايكولاي والموجودة في الماء فكان هذا الدافع الرئيس، فاكتشفنا بعد عمل سنة ونصف أن لمواد النانو قدرة كبيرة على قتل البكتيريا الموجودة في المياه. وعن آلية عمل المواد التي تم تصنيعها من الفريق للقضاء على بكتيريا الايكولاي، قال د. خليل ل»المدينة»: في البداية أود أن أتحدث عن طبيعة المواد التي أنتجت في مفاعل الجامعة الكيميائي وتم تطويرها وركبت عليها جزيئات مختلفة عضوية وغير عضوية وهذه الجزيئات أثبتت قدرتها على اختراق جدار الخلية البكتيرية والعمل على تعطيل البروتينات والمواد الوراثية بداخلها وبالتالي قتلها، وما يميز الموضوع هو سرعة القتل وفاعليته بنسبة 100%. وأضاف: لدينا الآن أكثر من مادة تجرب حاليا، فهمنا الوحيد كفريق علمي لآلية عمل هذه المادة نرجح كما ذكرنا في أكثر من مناسبة تجريبها على بكتيريا الايكولاي الجديدة المنتشرة في أوروبا، وفي الحقيقة جربناها بالفعل على الايكولاي الممرضة والتي تسبب المرض للإنسان نتيجة تلوث المياه والخضروات وهذا مثبت وقطعي في أن المادة تقتل هذا النوع من البكتيريا، ولكن الايكولاي يوجد منها أنواع كثيرة. وعن انتظارهم لأي منظمات صحية دولية لدعم أبحاثهم الجديدة قال: «نفضل أن تكون هناك آلية لتجربة هذه المادة على البكتيريا الجديدة المنتشرة حاليا «الايكولاي» ونرى تأثيرها، هل كما هو على البكتيريا التي قمنا بالتجربة عليها في المعمل، أم أن هناك اختلافا بينهما، ونحن كفريق علمي من خلال فهمنا لطبيعة المادة وآلية عملها نرجح ونأمل بحول الله أن يكون لها تأثير على البكتيريا الجديدة، كما نأمل أن يكون هناك تنسيق رسمي بين إدارة الجامعة ومنظمة الصحة العالمية أو أي جهة، ونحاول أن نثبت قدرة المادة في القضاء على بكتيريا الايكولاي الجديدة. وعما ينتظره الفريق من وزارة الصحة لإيصال فكرتهم إلى منظمات صحية عالمية، أجاب الدكتور طاهر لاوي أستاذ مشارك بقسم الهندسة الميكانيكية «بكل تأكيد نسعد إذا كان هناك تعاون رسمي بحيث يتم تجربة هذا النوع من المضادات لرؤية مدى فاعليتها في القضاء على البكتيريا الجديدة المنتشرة في أوروبا، وحسب ما نراه في القنوات الفضائية عبر تقاريرها أن هناك أبحاثا كثيرة تحت ضغط كبير لإيجاد حل للمشكلة والتعرف على سبب وجودها وكيفية القضاء عليها؛ لأن الأدوية المجربة عليها غير مجدية حتى الآن، فستكون فرصة التعاون لتجربة هذه المادة في أوروبا ممتازة ونحن مستعدون للتعاون مع وزارة الصحة والمنظمات الصحية الدولية. وفي حديث مع طالب الماجستير سامر الحكمي «مؤسس فكرة المشروع» قال: العمل لم يكن له علاقة بالبكتيريا المنتشرة في أوروبا، بل تم قبل ذلك في عملية تطبيق النانو على التطبيقات البيولوجية، وهذا أول تطبيق على مستوى المملكة في تقنية النانو في مجال الأحياء الدقيقة، والحمد لله كانت الجهود رائعة وجاءت النتائج بأكثر من المتوقع، وهذا بفضل الله أولا ومن ثم أعضاء الفريق وإدارة الجامعة التي سهلت كل ما هو متاح، والقادم مبشر بمزيد من الخير، كما أن الجهود بدأت عندما كنت أدرس مادة النانو تكنولوجيا حيث أن د. معتز عطية كان يوسع مجال تطبيقات النانو بحيث يكون لها أكثر من تطبيق وبالفعل كانت لدي الرغبة أن أطبقها في مجال الأحياء الدقيقة وبعدها بدأت البحث إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه. ومن خلال «المدينة» رأى كل من أعضاء الفريق العلمي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن يختتم كل منهم حديثة بطريقته الخاصة، فقال د.طارق لاوي: لا نريد أن يكون هذا البحث محليا وتنتهي نتائجه على مستوى المعمل أو الجامعة أو حتى على مستوى المملكة فقط، إنما نريد أن نتواصل مع جهات رسمية خارجية ويجاز تطبيقه دوليا في ظل الأزمة الراهنة بأوربا. بدوره قال د. معتز: يقوم الفريق العلمي حاليا بتطوير مواد أخرى سيتم تجربتها لأول مرة في القضاء على البكتيريا (الإيكولاي) ونسأل الله أن تكلل هذه الجهود بالنجاح. أما د.أمجد خليل فقال: نعمل على تطوير المواد الكيميائية وتطعيمها حتى نستطيع القضاء على البكتيريا المطورة والجديدة والتي لا تستطيع المضادات الحيوية والتقليدية الموجودة في الأسواق القضاء عليها، وبكلام علمي دقيق هي للأسف غير ناجعة في القضاء على البكتيريا، وما لدينا ليس مضادات حيوية إنما مواد دقيقة تم تطويرها ونأمل أن تكون لها آلية مختلفة عن المضادات التقليدية، وتقدم بشكره لإدارة الجامعة وعلى رأسها الدكتور خالد السلطان.