لم تنتهِ قضية الوحدة ونجران وسحب ثلاث نقاط منهما حتى أطلت علينا قضية أخرى وهي احتجاج الأهلي على الشباب لمشاركة عبدالعزيز السعران الموقوف آسيوياً. الأهلي يستند على لائحة.. الشباب على خطاب.. الفرق كبير بين اللائحة والخطاب.. لاسيما أن الخطاب صادر عن جهة ليست ذات اختصاص وهي أمانة اتحاد الكرة، والتي منحت الشباب الضوء الأخضر لمشاركة السعران، وبالوقوف على موقف الناديين الشباب استند على خطاب الأمانة العامة، وهي جهة غير مختصة بتشريع وتفسير اللوائح والأنظمة وكانت مهمتها تنحصر بأن تتلقى خطاب الشباب وتنقله للاتحاد الآسيوي ومنه تحصل على الرد القانوني ولا مجال للاجتهاد.فهناك مواد ولوائح تمنع الاجتهاد ولا بد ان تطبق فالقاعدة القانونية “لا اجتهاد مع وجود نص” فالامانة خالفت عندما اجتهدت و أخطأت حينما تصدت بالرد وزاد الخطأ في العبارة التي ختم بها الخطاب وهي عبارة (لا تداخل بين المسابقات)، واستفسار الشباب كان قبل خروجه من الآسيوية، ولكن هذه العبارة الشمولية المطاطية التي أعطت قاعدة عامة صنعت لبس كبير ليس له حد فاستمرت إلى ما بعد خروج الفريق، وإلى هنا فإن مشاركة اللاعب ليست نظامية ولا يوجد ما يبرر ما قام به الشباب، ولكن ما تضمنته لوائح الآسيوي بأنه يتم إخطار الأندية عن طريق اتحاداتها الأهلية بالعقوبات والإيقافات، هنا ما يبرر استفسار الشباب -إلى حد ما- والعمل بموجب الخطاب والإخطار المشار اليه منح الشبابيين طريق للمرور والاستناد الى لائحة ،“علما ان اللجنة الفنية هي ذات الاختصاص وليست الأمانة كما ان القانونية ليست المختصة بالفصل في الاحتجاج” أما بالنسبة للأهلي فاحتجاجه قوي كونه يستند مباشرة على اللوائح، وحقه واضح وصريح، ومتضرر يتمسك بحقوقه، واللائحة تكسب الخطابات. المخالفة المكتوبة سمعت من يتحدث عن تنفيذ مخالفات متى صدرت من مرجعية والحالة لا تنطبق على هذه القضية، وإنما للتوضيح فإن الموظف عندما يأتيه توجيه من الرئيس المباشر لتنفيذ أمر مخالف فإنه يرفض، ولا ينفذ التوجيه إلا بخطاب مكتوب ( لحماية نفسه )، وتركه للتنفيذ أولى، وهذه إشارة إلى أن الشباب لم يعتمد على مكالمة هاتفية شفهية إنما على خطاب، علماً أن مخالفة النظام لم يكن متعمداً ولا مقصوداً ولكنه خطأ يحصل عندنا لا تتبع الخطوات النظامية. ورش عمل وليست للترفيه ورش العمل لمديري الفرق قبل انطلاق دوري الأبطال يتم خلالها شرح كل صغيرة وكبيرة في نظام البطولة وينبغي على مديري الفرق العودة من ورش العمل بإلمام كامل بعد استفسارات عن كل شاردة وورادة والرحلة إلى كوالالمبور ليست للفسحة ولا للنزهة ولا للاستمتاع بالأمطار والخضرة والماء والتنقل بين الجزر، إنما هي رحلة عمل في غاية الأهمية. أجعلوا الكفاءة هي المعيار وأحسنوا اختيار مديري الكرة وموظفي السكرتارية في الأندية وسكرتاريات لجان اتحاد الكرة تنتهي الكثير من الإشكالات المتكررة. القانون يكسب لا يهم من يكسب القضية ومن يخسر، فالمهم أن تحل بوجهة نظر قانونية بحتة، ولا مجال للحديث عن تسوية أو ترضية، فليس هناك في القرارات القانونية ما يتم بالتراضي، فالعقود هي التي تتم بالتراضي وتلاقي إرادة الطرفين، ومتى تم حل القضية بوجهة نظر قانونية بحتة، فهذا سيمنح النظام الكروي هيبة أكبر، وسينهي الكثير من الإشكالات القانونية، والكل سيحترم النظام ويسعى لتطبيقه، أما عدا ذلك من تسوية ترضية وما شابه فإن المشاكل ستستمر. الخلاصة القرار واحد من اثنين إما ان يكسب الاهلي الاحتجاج ويفوز 3 - 0 أو تثبيت نتيجة الذهاب 2 - 1 للشباب. وداعاً للأمين ليس في كل مرة يُقال شخص أو يُعفى من منصبه نُجرّده من نجاحاته، ففيصل العبدالهادي كان ناجحاً في عمله ودفع ضريبة خطأ لأحد موظفيه.. المنطق فرض نفسه فأعفي الأمين وهذا ما يتم في العالم المتحضر، وبالتوفيق لعبدالهادي أينما ذهب. معك يا سمو الرئيس العام بغض النظر عن القضايا الدائرة وهي نتاج طبيعي للتنافس الرياضي والحرص الكبير والعهد الجديد الذي تدخله المنافسات الكروية، فقرار سمو الرئيس العام بإحالة كل المتسببين في هذه القضية للتحقيق خطوة في الاتجاه الصحيح بأن هناك محاسبة لكل مقصر، والصرامة ستقودنا للنجاح، ومعك يا سمو الرئيس العام نحو تنافس أكثر قوة تحكمه أنظمة ولوائح. رئاسة الاتحاد إلى قبل يومين كان اللواء محمد بن داخل قريب جداً من تبوؤ الكرسي الساخن وترؤس نادي الاتحاد وهو جدير بذلك لما يملكه من خبرة وأخلاق رفيعة، ولكن مستجدات العميد الصاخبة دوماً قلبت الأمور وأتت بالرجل الاقتصادي أحمد محتسب، وشخصياً أرى أن خبرة بن داخل وعلاقته الجيدة مع أعضاء الشرف تؤهله للترشح لرئاسة المجلس الشرفي، وليس هناك ما يمنع ترؤس المجلس الشرفي لرجل عُرف بحب العميد وتواصله المستمر مع شرفييه، أما رئاسة الاتحاد فلازلت أؤكد أن منصور البلوي بكاريزما القيادة والخبرة الإدارية وقدرته على مواصلة المشوار الآسيوي بكل قوة حتى تحقيق اللقب هو الأنسب والأفضل لرئاسة الاتحاد.