وتمر السنون، ولا نزال نعيش هذه المناسبة السعيدة، لا نكاد نخرج من مناسبة إلاّ ونعيش أخرى، ويعنُّ لي أنْ أضيفَ أنَّ هذه الذكرى العزيزة على نفس كل مواطن مخلص في هذا البلد يشعر فيها ويتحسس استشراف المستقبل الذي تبنيه السواعد القوية، والفهم والإدراك العظيم، والتفاني والإخلاص لتحمل الإضاءات للسير في دروب العطاء والنماء في ظل قيادة ملك القلوب. نعم إن الأقلام لتعجز -بكل ما تملك- عن التعبير عمّا تكنّه القلوب من حب وتقدير لملك الإنسانية -أطال الله في عمره-، الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز. ومن هذا المنطلق حققت المملكة العربية السعودية في عهد هذا الملك الصالح إنجازات ضخمة، وتحوّلات كبيرة حتى تمكّن -رعاه الله- بحنكته القيادية من تعزيز دور هذا البلد الكريم في المجال الإقليمي والعالمي اقتصاديًّا وتجاريًّا، وبفضل الله -عز وجل- أوجدت هذه البلاد لنفسها ولشعبها حضورًا في المحافل العالمية، وصناعة القرار الدولي، وقبل هذا كان الحفاظ بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ثوابتنا الأساسية لتتماشى مع نهج الملك عبدالعزيز المؤسس -رحمه الله- فجاءت القفزة الحضارية العملاقة، وكان التوازن بين التطوّر الكبير الذي تشهده المملكة، وبين الثوابت الدينية والأخلاقية. أمّا على الصعيد الخارجي، فنرى لمسات لا تُنسى لهذا القائد العظيم من مساعدات، ومعونات خارجية للمحتاجين، وزيارات لتوطيد العلاقات في العالم؛ ممّا يؤهل المملكة العربية السعودية لتكون على أول القائمة في أي حدث يخص المنطقة العربية، ورفع رايتها في العالم الإسلامي لما لها من مكانة أتت من حرص هذا الملك الصالح على تطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية. وأخيرًا لا يسعني إلاّ أن أدعو لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أطال الله عمره- بالتوفيق، والسداد، وجعله الله ذخرًا لنا، وللأمة الإسلامية لما له من حصة كبيرة في قلوب الشعب السعودي، والعالم الإسلامي تنمُّ عن التقدير والاحترام والحب، لأن الله إذا أحب عبدًا أكسبه حب الخلق، إننا شعب محظوظ؛ لكوننا تحت مظلة ملك كريم، أصيل الشيم والمبادئ، فهنيئًا لنا به، وأطال الله عمره، وهذه مناسبة يسعد بها كل مواطن، لما شاهدناه جميعًا من إنجازات وتطوّرات هائلة وجبارة في كل المجالات في فترة قصيرة نسبيًّا، ممّا يعجزني عن ذكر كل هذه الإنجازات، ولكني أخص بالذكر المجال التعليمي، وبالذات التعليم الجامعي؛ لأنه يعدُّ من الأساسيات المؤثرة في المسيرة التنموية لأي بلد، حيث إن وزارة التعليم العالي والجامعات تقوم بتنفيذ سياسة الدولة في تطوير التعليم الجامعي من منطلق التوجيهات السامية التى تهدف إلى الرقي بمستوى التعليم الجامعي كمًّا ونوعًا، وبما يتلاءم مع المستجدات المحلية والعالمية، ونرى أن هذه السياسة الحكيمة بدأت بتنفيذ الخطط بشكل ملموس، حيث ازاداد معدل الابتعاث للخارج، وارتفع عدد كليات الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والعلوم الطبية التطبيقية، والتمريض، وكذلك في المجالات الأخرى، من هندسة، وحاسب آلي.. وغيرها من التخصصات التي تحتاجها المملكة، وتواكب احتياجات سوق العمل. فهذا يوجه نظرنا إلى أننا في أيدٍ أمينة وحكيمة، تطبّق سياسة واعية تهدف إلى مستقبل أفضل لهذا البلد المكرم عبر السنين. فمبارك علينا تجديد البيعة، وهنيئًا لنا بملك عظيم تفخر به الأمة. يكفينا يا خادم الحرمين كلماتك عندما قلت: أوصيكم بتقوى الله فوق كل شيء، ثم حبّ الوطن، وثانيًا أوصيكم بكلمة هي بسيطة، ولكني أوصيكم بها؛ لأن الإنسان بدونها لا إنسان، وهي الصدق.. الصدق.. الصدق.. عليكم بالصدق في معاملاتكم، وفي بيوتكم، وفي أولادكم، وفي أقاربكم، وفي مَن يسمع منكم. [email protected]