أكّد عدد من العلماء والدعاة الشرعيين أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الميمون وفي ذكرى البيعة السادسة له حفظه الله، قد اتسم بسمات عظيمة ومميزات كثيرة صبت جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين، ورفعت من مكانة العلم وأهله، وبكتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، مشيرين إلى أن في عهده شهدت المملكة إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل، وجسدت تفانيه حفظه الله في خدمة الوطن والمواطنين، والإسلام والمسلمين، فقال المفكر الدكتور محمد بن يحي النجيمي المحاضر بالجامعة الإسلامية والأستاذ بالمعهد العالي للقضاء، والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي: إن خادم الحرمين قد اتخذ مجموعة من القرارات التي تصب في خدمة العلم والعلماء والإسلام والمسلمين، ومنها قراره الحكيم بعدم التعرض لهيئة كبار العلماء بالنقد أو الإساءة وفي ذلك حماية لجانب العلم والعلماء، ومنها قراره بإنشاء المجمع الفقهي السعودي وهذه نقلة كبرى لأن هيئة كبار العلماء في حاجة إلى جهة تعد الأبحاث من العلماء المتخصصين في الفقه والأصول والأنظمة، وبالتالي فإن المجمع الفقهي السعودي سيقوم بهذا الدور المبارك، ويعتبر جهة علمية تستفيد منها هيئة كبار العلماء. وأضاف النجيمي: كما أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الميمون أصبح لدينا 24 جامعة حكومية تقريبًا، وهذه الجامعات انتشرت في المدن والمحافظات والمناطق وفي هذا تسهيل للناس ليتعلموا في أماكنهم، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن في ذلك توطين للناس في مناطقهم ومحافظاتهم بدل الهجرة والانتقال من منطقة إلى منطقة لطلب العلم، مشيرًا إلى أن إنشاء جامعة خاصة بالبنات في عهده حفظه الله بتكلفة عالية واستيعاب أكثر من 60 ألف طالبة، يعتبر نقلة كبرى أيضًا لأنها الجامعة الوحيدة في العالم الخاصة بالبنات ويديرها النساء إشرافًا وإدارة ومتابعة وتدريسًا، فهي بلا شك نقلة عظيمة، والتزام المملكة في تعليم البنات بالشريعة الإسلامية القاضية بعدم اختلاط المرأة بالرجال، وأفرع خاصة في الجامعات بالطالبات وفق الشريعة، يؤكد أن المملكة العربية السعودية تتطور وتتقدم في كافة المجالات على المستوى الإقليمي والعالمي وفق ضوابط الشريعة الإسلامية وقواعدها الكلية، ناهيك عن التطور في المجالات الأخرى كالتطور في الجانب الاقتصادي الرائع في إنشاء مركز خادم الحرمين الشريفين المالي، وإنشاء المدن الصناعية الجديدة في كثير من مناطق المملكة وتوطين التقنية، من خلال مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ودعمه اللامحدود لهذه المراكز العلمية، فضلًا عن دعمه وجهوده في كافة المجالات سواء على مستوى العلاقات الدولية، أو حوار الأديان والحوار بين المذاهب الإسلامية، أو في خدمة القضايا العربية والإسلامية، فهذه موضوعات أخرى لا تقل أهمية عما تحدثنا عنه ولكن قررنا الاقتصار على جانب من جوانب جهوده وأعماله المباركة حفظه الله. إنجازات تاريخية وقال عميد كلية الدعوة بجامعة أم القرى الدكتور محمد السرحاني: تأتي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متواكبة مع إنجازات تاريخية في جميع المجالات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بما حققته حكومة خادم الحرمين الشريفين خلال هذا العام من انجازات عظيمة داخلياً وخارجياً تأتي هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا وقد سارت مسيرة الإنماء والإصلاح الشامل على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية ولم تتوقف مشاريع الخير التنموية والبرامج العلمية والاقتصادية التي ركّزت على رفاهية المواطن وتعزيز روح الحوار الوطني، فبيعة خادم الحرمين الشريفين عقد التزمنا به وتشرفنا به وتشرف أن نجدده في كل عام وهو واجب شرعي والبيعة عهد على السمع والطاعة في غير معصية الله تحقيقاً لقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ....)). معالم شامخة وبيّن من جانبه الشيخ الدكتور هاني بن عبدالله الجبير القاضي بمحكمة مكةالمكرمة أهمية البيعة للوالي قائلًا:فمن توفيق الله تعالى أن جعل بلادنا متبعة لمنهج سلف الأمة في تعاملها مع ولاة أمرها، فإن السلطان تثبت له الولاية العامة على مصالح المسلمين، وهو يقوم برعاية الأمور وتصفح الأحوال، ومن واجباته فصل الخصومات والقيام على المشرفين على الضياع بأسباب الصون والإبقاء ولا يتم له ذلك الا بتحقق طاعته في المعروف وبذلك تتحقق مصلحة المجتمع بتكاتفه وتفاهمه فالمجتمع كله – في الإسلام – جسد واحد، يحس إحساسًا واحدًا، ويصور ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ويصور أيضًا التعاون والتكافل بين المؤمن والمؤمن فيقول: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) ولا شك ان الملك عبد الله سار على نهج من قبله من ملوك الدولة المباركين وأعماله في توسعة الحرم وإنشاء دور العلم واهتمامه بالمساجد وتطوير مرفق القضاء معالم شامخة تعلم الأجيال وتوضح لهم دوره البارز في القيام بواجبه.. شمولية وتكامل من جهته أكّد فضيلة الشيخ حمد بن عبدالله بن خنين المستشار الشرعي في وزارة العدل والباحث الإعلامي عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمناسبة مرور ست سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: بأن المملكة شهدت منذ مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 26 / 6 / 1426ه إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل لتشكل حقبة فريدة في بناء الوطن وتنميته، فقد اتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به (رعاه الله) من صفات متميزة، من أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأجمعه في كل شأن وفى كل بقعة داخل الوطن وخارجه، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات، وصدرت أوامر ملكية سامية تتضمن حلولاً تنموية فاعلة لمواجهة هذا التوسع في تنظيم يوصل- بإذن الله- إلى أفضل أداء، ولم تقف معطيات قائد هذه البلاد عند ما تم تحقيقه من منجزات شاملة فهو -أيّده الله- يواصل مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه. انجازات عظيمة ووصف الشيخ الدكتور مدغم البقمي (الدراسات العليا بجامعة نايف للعلوم الأمنية) الإنجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالعظيمة، وأوامره وقراراته الملكية بالمفصلية والتاريخية في المجتمع السعودي. وقال البقمي: لقد أنجز خادم الحرمين خلال هذه الفترة القصيرة من توليه مقاليد الحكم من الأعمال العظيمة التي تصب في صالح الوطن والمواطن، بما يحقق لهما الاستقرار والرفاهية والنماء، محافظا على الثوابت والمنطلقات الدينية الراسخة التي قامت عليها حكومة هذه البلاد الرشيدة، رافعا من مكان العلماء والعلم وأهله، داعما لدور التحفيظ في كافة المناطق والمحافظات والقرى، وللجمعيات الخيرية التي أصبحت سمة من سمات التكافل بين أفراد المجتمع، وأنفقت الدولة في عهده المبارك الملايين الكثيرة خدمة للمدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة، لراحة الحجاج والمعتمرين.