بنهم شديد ورغبة متأججة يحلو للبعض النهش في التاريخ الاسلامي باعتبار أنه ملطخ بالدماء وحافل بالفساد وممتلئ بالشذوذ, فان اعترضت قالوا لك اننا نحصي السلبيات كما نحصى الايجابيات حتى لا نظلم التاريخ! والواضح أن غلاة الكيد للتاريخ والحضارة الاسلامية تفرغوا منذ عقود لتصوير الأمة وكأنها مجموعات من القتلة والسفاحين والشواذ يتصارعون على الحكم “الخلافة” ومن ثم فهم بعيدون كل البعد عن الثقافة والتنوير والعصرية.. وفي ذلك تبارى كثيرون في تقديم المؤلفات الرخيصة والاطروحات الساقطة حتى أن بعضهم حصل على دكتوراة الفلسفة في الكيد للعرب وللاسلام والمسلمين. ان اختصار تاريخ الأمة في سنتين فقط يرى الأستاذ جهاد الخازن “أنهما فقط ما يستطيع المسلم أن يفاخر بهما” وما عداهما منذ مفاوضة سيدنا عمر بن الخطاب للمرتدين حتى الآن 1432ه أمر لا يليق بكاتب موسوعي يحذر دوما من القراءة الانتقائية للتاريخ. ولأن ذلك كذلك فقد انتقى الخازن سنتين فقط من تاريخ الأمة الاسلامية للتأكيد على سقوط الأمة بعد الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضى الله عنه. ان التأكيد على أهمية نبذ كل فكر أو طرح متطرف سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات التي تتحدث عن الخلافة الاسلامية لا يعني بحال أن ننهش في تاريخ الخلافة بل الأمة كلها على هذا النحو المؤسف.. غدر واغتصاب وسلب وشذوذ ودمار وغير ذلك من مصطلحات استخدمها الكاتب الكبير الذي (درس في الجامعة الأدب العربي ثم التاريخ الاسلامي) ان بدء أى أطروحة بسطر أو اثنين يتحدثان عن (الجماعات المتطرفة في البلدان العربية والخارج التي جعلت إحياء الخلافة الاسلامية هدفا لو وصلت للحكم) لا يعني بحال أن نتبرأ من تاريخنا وحضارتنا التي ملأت الدنيا علما ونورا. كما أن اتهام أى عربي مسلم يدافع عن أمته بالتطرف لم يعد مقبولا حتى وان كان الكاتب في حجم جهاد. [email protected]