نقرأ كل يوم المعوذات الثلاث؛ لنحصّن أنفسنا من العين والحسد وجميع الشرور.. سألني قريبي ذات يوم: ماذا يعني: “ومن شر غاسق إذا وقب”؟ لم أستطع الإجابة فوريًّا؛ لأنني نسيتُ التفسير. وعندما تيقنتُ، أصبحتُ أسأل مَن حولي ماذا يعني: “ومن شر غاسق إذا وقب”؟ وأغلب مَن أسألهم لم يعرفوا، أو لم يكونوا متأكدين. هذا ونحن نقرأ المعوذات ثلاث مرات صباحًا ومساءً. الكثرة من الناس لا تستوعب ما تقرأه، وهذا ينطبق على كثير من جوانب الحياة. وأدعكم مع تفسير ابن كثير لسورة الفلق. الفلق: الصبح، وقال ابن عباس: “الفلق” الخلق، أمر الله نبيه أن يتعوّذ بالله من الخلق كله. وعن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم “الفلق” جب في نار جهنم مغطى، وقيل: فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنم. “من شر ما خلق” من شر جميع المخلوقات: جهنم، وإبليس، وذريته ممّا خلق. إن الغاسق هو الليل. إذا وقب أي إذا أقبل بظلامه. وقيل: “الكوكب”، أو “النجم الغاسق”. روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فأراني القمر حين طلع، وقال: “تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب”، هذا لا ينافي القول الأول لأن القمر آية الليل، لا يوجد له سلطان إلاّ فيه. وقد أمرنا الله عز وجل أن نستعيذ من شر الليل إذا أسدل ستائره؛ لأن فيه تكثر الجرائم والشرور، لأنه أسهل أن يتخفى المرء من أعين الناس. “ومن شر النفاثات في العقد” يعني السحرة. “ومن شر حاسد إذا حسد” وهم الحساد في الدنيا. ما أقوله أنه ينبغي علينا التركيز على تفسير آيات القرآن ليسهل علينا تدبره، ولنستمتع في قراءة أعظم كتاب في حياة البشرية، نزل به جبريل من فوق سبع سموات. إذا فهمنا القرآن، بكينا عند قراءته. لو تحمسنا للقرآن لأبدعنا في بيان إعجازه العلمي، ولكان حالنا غير حالنا اليوم.