استطاعت (المدينة) أن تضع يدها على جزء من حقيقة الأزمة المفتعلة للأسمنت والتى تشيرإلى أن تلاعب الموزعين وكثرة الوسطاء يتحمل قدرا كبيرا من هذه الازمة خاصة بعد تأكيدات المصانع ان انتاجها لم يتغيّر بل على العكس من ذلك فهى - اى المصانع - زادت من انتاجها لمواجهة الطلب المتزايد على الاسمنت . ومنذ خروج شاحنة الاسمنت من المصنع حتى الوصول الى المستهلك مضت الشاحنة بعدة وسطاء كل منهم يحصل على نسبة من الربح المستقطع - بالطبع - من جيب المستهلك!!! (المدينة) رافقت إحدى التريلات منذ خروجها من المصنع حتى وجهتها النهائية وتوقفها لبيع الكميات الموزعة إلى الوسطاء ليبيعوه بدورهم ايضاء على وسطاء!! على ان الكميات المخصصة لجدة تقف في إحدى المحطات الواقعة في «ذهبان» عن طريق عمالة وافدة سودانية أو باكستانية والتي تتفاوض لشراء الكميات بين 8000ريال و10000ريال للتريلا الواحدة فيما توزع التريلات الكميات المخصصة لمكةالمكرمة في «الجموم « لبيع الشاحنة كاملة إلى هذه العمالة التي تبيع وفق ماتراه هي للمستهلكين !! . وكشف أحد الموظفين العاملين في المصنع «فضل عدم ذكر اسمه» أن المصنع لم يتغيّر إنتاجه بل على العكس من ذلك زاد انتاجة ليصل الى 14000طن يوميا مراعاة لزيادة الطلب الكبيرة سواء للأسمنت المكيّس اوالمسال. وأشارإلى أن المصنع أسند إلى عدد من الموزعين في مناطق مختلفة من المنطقة الغربية لتوزيع أسمنت العربية في رابغ و جدة و مكة والطائف والمدينةالمنورة وينبع و يوزع لكل مورد أكثر من 1000كيس في اليوم هذا بخلاف ما يحصل عليه الموزع من المصانع الأخرى كينبع والجنوبية والوفرة وأكد عامل باكستاني متواجد ان دورهم التوزيع لمن يتم الإتفاق معه مباشرة من المؤسسة في جدة أي أن دورهم فقط تسليم الكميات لمن تم الإتفاق معه وإستلام المبالغ المالية حيث تحتوي التريلاالواحدة على500كيس إسمنتي فيما تحتوي تريلا الإسمنت المسال على 25طن . احد السائقين للتريلات اكد انه كان سابقا يحصل مباشرة على الإسمنت من المصنع دون الحاجة للموزعين فيما نجد حاليا صعوبة وتاخير بسبب ارتفاع الطلب الكبير والذي يتجاوز حد الموزعين مما دفع بإحداث أزمة اعتقد انها مفتعلة وأكد انه ومنذ الصباح الباكر ومعه اكثر من 100تريلا للمكيس او المسال ينتظرون ان يأتي ترتيبهم في ظل الانتظار المتراكم لجميع السائقين الناقلين للإسمنت إلى مناطق المنطقة الغربية .