طالب موظفو الكادر الفني للتمريض في مستشفى الصحة النفسية بجدة بمساواتهم بجميع العاملين في القطاع الصحي النفسي بالمملكة، لما يتعرضون له من اعتداءات شبه يومية بالضرب أو الشتم بألفاظ غير لائقة. ويرى المتضررون أن حقوقهم مقابل هذا العمل مسلوبة لعدم صرف بدل النفسية المستحق لهم بنسبة 30% من الراتب، فمنهم من يعطى 1500 ريال كمقطوع سنوي عن البدل وهم المعينون على ملاك المستشفى، والبعض لم يتسلموا هذا البدل نهائيا رغم عملهم لسنوات طويلة، رغم أنه يصرف لأغلب العاملين بمستشفيات الصحة النفسية في جميع المناطق، وذلك بعد الشكوى التي تقدموا بها لديوان المظالم ضد الوزارة، حيث أصدر الديوان حكمه بالصرف بأثر رجعي لمن تقدموا بالشكوى. وتساءلوا عن السبب وراء عدم تعميم هذا الحكم على الجميع وتسليمهم حقوقهم كاملة منذ تاريخ التعيين لهم، متحدين أي مسؤول أن يجلس مع المرضى النفسيين لمدة 24 ساعة في حال تهيجهم. ورغم صدور حكم المظالم بصرف بدل النفسية لهم بأثر رجعي، استنادا إلى وحدة طبيعة العمل دون النظر إلى ملاك الوظيفة، إلا أن الشؤون الصحية بجدة أصرت على موقفها بأن الصرف لمن هم على ملاك المستشفى فقط. نريد حقوقنا نبيل الجهني قال: نريد حقوقنا الوظيفية، فنحن نعمل في مواجهة العديد من الأخطار والتصرفات التي قد تصدر من هؤلاء المرضى تجاهنا، وهناك عدد من الموظفين تقدموا بشكوى لديوان المظالم وصدر الحكم بتسليمهم كامل مستحقاتهم المالية بأثر رجعي من تاريخ التعيين. وأضاف: نحن نتعرض لاعتداءات شبه يومية بما يقابلها من سب وشتم وتصرفات من قبل المرضى ونتعامل معها بكل هدوء وعقلانية، وفي المقابل يتم حرماننا من بدل مستحق ألا وهو ال 30%. بدوره قال عبدالرحمن الحارثي: منذ خمس سنوات وأنا أعمل في مستشفى الصحة النفسية واجهت خلالها عددا من التحديات في كيفية التعامل مع هؤلاء المرضى، فضلا عن نظرة المجتمع لمن يعملون في مستشفى الصحة النفسية، ومع كل ذلك لا يتم منحنا أبسط الحقوق وهو “بدل النفسية” بحجة أننا لسنا مسجلين على ملاك الصحة النفسية، رغم أن العمل الذي نؤديه لا يختلف عن زملائنا المسجلين على ملاك الصحة النفسية، فنحن جميعا نواجه المرضى ونكون لهم كالأب والأخ والأم والأخت، نحن نقوم بإطعامهم وتغسيلهم واللعب معهم رغم اعتداءاتهم المفاجئة علينا. نطالب بالإنصاف والشكوى ذاتها رددها عبدالله الزهراني قائلا: أنا مسجل على ملاك الصحة النفسية ولي سبع سنوات في هذا العمل ولم يصرف لي وزملائي بدل النفسية المقدر بنسبة 30% ، وإنما يتم تسليمنا 1500 ريال كمبلغ مقطوع سنويا، فيما يتسلم الإداريون هذا البدل ونحن أحق به لأننا أقرب منهم للمرضى ونتعامل معهم على مدار ال 24 ساعة، لذلك نحن نطالب بإنصافنا وإعطائنا نسبة ال 30% وليس صرف مبلغ مقطوع. تعرضت للطعن وروى مساعد مدير إدارة التمريض محمد القرني أنه تعرض لاعتداء من قبل أحد المرضى قائلا: تعرضت لعملية طعن في الفخذ من أحد المرضى بقسم الطوارئ كان قد خبأ سكينا ودخل بها، حيث كنت اتحدث معه لعرضه على الطبيب إلا أنه فاجأني بالطعن، ومع ذلك تنازلت عن حقي المشروع رغم غياب “بدل النفسية، بدل الخطر، وبدل العدوى”، فنحن نتعامل معهم كإخوة لنا، وأتحدى أي مسؤول أن يجلس معهم وهم في حالة تهيج. ممرضة تتعرض للاصطدام من جانبها روت ممرضة اكتفت بالرمز لاسمها بالحرف “ع” قصة تعرضها لعملية اصطدام من قبل أحد المرضى النفسيين بعد خروجها من المستشفى، حيث تقول: بعد انتهاء دوامي في قسم الطوارئ، وبعد صعودي إلى السيارة بثوانٍ معدودة فوجئت بسيارة تصطدم بسيارتي من الجانب الذي صعدت منه، وكان يقودها مريض نفسي اعتقد أنني عدوة له، ولكن تم التدخل من قبل أمن المستشفى والممرضين وتمت السيطرة عليه، وهو الآن موجود في المستشفى منذ سنة. وأضافت: انظر إلى حجم الخطورة التي يمكن أن نتعرض لها في التعامل مع هؤلاء المرضى متقلبي المزاج. ------------------------------------------------------------- المدير الطبي: يستحقون بدل النفسية لخطورة العمل مساعد مدير المستشفى للشؤون الصحية والمدير الطبي الدكتور عدنان مفتي قال: نحن كعاملين في المستشفى نرى عددا من الحالات النفسية اليومية تكون فيها خطورة وعدوانية، نضم صوتنا لصوت العاملين في الكادر الفني باستحقاقهم لبدل النفسية "ال 30%" لأنهم عرضة للخطر في أي لحظة، وهناك اعتداءات شبة يومية من قبل المرضى على الممرضين والممرضات. وبين أن بعض العاملين مكلفون ويؤدون نفس العمل الذي يؤديه من هم على ملاك المستشفى، ولا يصرف لهم هذا البدل، والمفترض أن يصرف البدل لجميع العاملين في المستشفى لاستحقاقهم له. وعن مدى رفع شكواهم للجهات المعنية قال: إدارة المستشفى قامت بالرفع للشؤون الصحية، وجاء الرد بأن النظام ينص بالصرف لمن هم على ملاك المستشفى، فنحن لا نريد أن نتدخل في أمور إدارية لسنا مخولين بها. ------------------------------------------------------------- المطيري: نحن مقيدون ب“ملاك الوظيفة” أوضح مدير إدارة التمريض بمستشفى الصحة النفسية بجدة سعود حمد المطيري أن البدل وضع لتحفيز الناس للعمل في مستشفيات الصحة النفسية نظرا لخطورة هذا العمل بما فيه من اعتداءات وغيرها، وكذلك للسمعة الخارجية ونظرة الناس للعاملين في هذه المستشفيات بأنهم انطوائيون بسبب قربهم من المرضى النفسيين. وأضاف: للأسف نحن مقيدون بما يسمى ب “ملاك الوظيفة” وليس طبيعة العمل، فهنالك 215 ممرضا وممرضة يعملون في المستشفى، منهم 29 ممرضا وممرضة لا يحصلون على المبلغ المقطوع "1500 ريال" أو نسبة ال 30%، إما لكونهم مكلفين أو غير معينين على ملاك المستشفى، فنحن كفريق علاجي واحد نعمل لخدمة المريض بعيدا عن المسميات الوظيفية. ------------------------------------------------------------- حكم المظالم: طبيعة العمل تحدد استحقاق البدل وليس الملاك الوظيفي وكان ديوان المظالم قد حكم لعدد من العاملين بالمستشفى حول هذه القضية تضمن صرف 30% من الراتب الشهري لهم منذ تاريخ التعيين. وأوضح الحكم الذي حصلت “المدينة” على نسخة منه: “أنه بناء على قرار مجلس الخدمة المدينة رقم (366) وتاريخ 14/11/1400 والذي يشير إلى أن السبب الذي من أجله اعتمد صرف بدل النفسية وهو ما ورد في القرار من حيث قلة الإقبال على العمل بتلك المستشفيات والصعوبة التي يواجهها العاملون فيها، وعدم وجود حوافز تشجع العاملين على أداء مهام أعمالهم وتغري الآخرين بالانضمام إلى العمل في تلك المستشفيات، مما يعني أن طبيعة العمل هي التي دعت إلى إصدار هذا القرار، وعليه فلا مجال للقول باشتراط أن يكون العامل على ملاك المستشفى حتى يستحق ذلك البدل، إذ إن طبيعة العمل هي التي تحدد ذلك وليس ملاك الوظيفة، لذلك نلزم الشؤون الصحية بجدة بصرف بدل النفسية للمدعين حسب ما ورد في ذيل الأسباب”. ------------------------------------------------------------- الشؤون الصحية: الصرف لمن هم على ملاك المستشفى ورغم حكم المظالم الذي نص على صرف بدل النفسية لهم بأثر رجعي، إلا أن الشؤون الصحية بجدة أصرت على موقفها بأن هناك ضوابط لصرف هذا البدل تتمثل في أن تكون الوظيفة المثبت عليها معتمدة ضمن تشكيلات الميزانية المعتمدة للجهة، وكذلك أن يكون مثبتا على الوظيفة الموضح مسماها أعلاه وأن يزاول عمله في مقر ملاكها بصورة فعلية ومستمرة، مبينة أن جميع من صرف لهم بدل النفسية هم على ملاك المستشفى. وأشارت إلى أنه يتم إيقاف صرف البدل في حالة نقل الموظف أو تكليفه بعمل وظيفة أخرى.