الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد : إن عناية المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عناية شاملة كاملة فهما مصدر التشريع وأساس الحكم والمرجع الأساس لكل القضايا وفي جميع الأحوال. وتمثل المسابقة لحفظ الحديث النبوي أحد أوجه عناية هذه البلاد المباركة بمصدري التشريع، واستمراراً لنهجها الثابت في خدمة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبذل الغالي والنفيس لكل ما فيه خير الإسلام والمسلمين وهو النهج الذي قامت عليه بلاد الحرمين الشريفين منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهم الله. وتأتي رعاية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا وراعي جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة للحفل الختامي لمسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي في دورتها السادسة تجسيدا لاهتمام سموه وعنايته حفظه الله بتحقيق أهداف الجائزة النبيلة لخدمة السنة النبوية التي لها في دين الله مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع وتأتي تشجيعا لأبنائه الطلاب وبناته الطالبات على حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفهمه والاقتداء بسنته عليه الصلاة والسلام وتحصيل العلم النافع الذي يعينهم على العمل الصالح الذي يسعدون به في الدنيا والآخرة. كما يأتي استمرار هذه المسابقة المباركة في تنظيم دوراتها المتتالية تحقيقاً لحرص واهتمام وعناية راعي الجائزة رئيس هيئتها العليا حفظه الله لتحقيق أهدافها في ربط الناشئة والشباب بالسنة النبوية وتشجيعهم على العناية بها وحفظها وتطبيقها، والإسهام في إعداد جيل ناشئ على حبّ سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وشحذ همم الناشئة والشباب وتنمية روح المنافسة الشريفة المفيدة وبخاصة في هذا العصر الذي يشهد تطوراً هائلاً في وسائل الاتصال والمعرفة والذي يؤكد ضرورة إبراز مكانة السنة النبوية وتوثيق صلة الشباب والفتيات بها لفهم دينهم وحمايتهم من الفتن والغلو والانحراف والتطرف ليكونوا عناصر بناءٍ وخيرٍ لدينهم وأمتهم ووطنهم وأنفسهم. اسأل الله تبارك وتعالى أن يجزي راعي الجائزة خير الجزاء وأن يعظم له الأجر والمثوبة على رعايته واهتمامه وعنايته بهذه المسابقة، وأن يجعل ذلك في موازين حسناته يقول تبارك وتعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا)، كما أقدم التهنئة للفائزين والفائزات بالمسابقة في دورتها السادسة وأولياء أمورهم متمنياً لهم التوفيق والسداد.