أخيرًا أسدل الستار على موسم رياضي طويل لم نشهد له مثيلاً، ولن أعود لأكرر التهاني للهلال بمناسبة البطولة رقم 52، لكنني سأهنئه بالبطولة 53، وهي شهادة المسؤول الأول عن الرياضة في وطننا الغالي، عندما صرّح بأن الهلال هو النادي المثالي الذي رسم منهجًا نموذجيًّا لتحقيق البطولات. تشبث العميد بالوصافة، ودق جرس الإنذار ليعلن أنه انتفض أخيرًا، وأنه سيرسم تاريخًا جديدًا من خلال موقعة الغد بعد خماسية ولا أروع أمام النصر الجريح، الذي عاد إلى مكانه الطبيعي بين أندية الوسط. أمّا الأهلي فقد أراد أن يترك بصمة لجماهيره قبل الختام، وأبى إلاّ أن ينهي الموسم إلاّ في المركز السادس، بعد أن كان في معمعة القاع في فترة من فترات هذا الموسم، وللأمانة يجب أن أقول بأن الصربي أليكس قد فهم العلة، وعرف الداء والدواء، فكان الأهلي أهلي آخر. وبعد صراع طويل على البقاء في دوري الأضواء، نجح الفرسان في البقاء للموسم المقبل، وكان الهبوط من نصيب القادسية؛ ليرافق الحزم إلى دوري المظاليم بجدارة واستحقاق، بعد أن قدم اسوأ العروض هذا الموسم. وما هي إلاّ عدة أسابيع حتى ينطلق الموسم المقبل في جدولة غريبة من قبل لجنة المسابقات، فأين ستجد الأندية الوقت الكافي للإجازات والمعسكرات الإعدادية، والتعاقدات المحلية والأجنبية في هذا الوقت القصير؟! طارت الطيور بأرزاقها، ولم تتبقَ سوى بطولة كأس الأبطال، التي أتمنى أن تشهد بطلاً جديدًا؛ لأننا مللنا التصفيق والتمجيد للبطل الوحيد، الذي أكل الأخضر واليابس.