قال الضَمِير المُتَكَلّم : المواطنون في دمشق خرجوا قبل يومين في حشود كبيرة طافت الشوارع والميادين ؛ ابتهاجاً بالأمطار الغزيرة المباركة التي هطلت على المدينة ، وشكراً لله تعالى على هذه النعمة الكبيرة !! هذا ما ذكرته قناة ( الإخبارية السورية الفضائية) قبل أيام ؛ مُكَذبة بذلك ما نقلته الفضائيات الأخرى التي زعمت أن خروج أهل دمشق كان في مظاهرات تطالب بالحرية ولقمة العيش !! أيضاً في القناة الليبية الرسمية ، وفي برنامج يومي اسمه ( عَشَم الوطن ؛ خرج أحدهم متقلداً مسبحته الحجرية ، قائلاً : استبشروا أيها الشعب الليبي بنَصْرِ ملك ملوك أفريقيا وزعيم الزعماء ( معمر القذافي ) ؛ وإليكم الدليل والعلامات ؛ وهنا رفع ( بَيضة خَضراء اللون ) زاعماً أن أحد المواطنين الأحرار قد بعث بها للبرنامج ؛ مؤكداً أن إحدى (دجاجاته الكريمات ) قد جادَت بها البارحة ؛ وهذه والله كما قال ( الِبِشَارة بالنّصر ) لأهل الكتاب الأخضر على الأعداء !! وبين هذا الخبر وذاك يبدو أن بعض الزعماء العرب وأذنابهم من القائمين على قنواتهم الإعلامية الرسمية ما زالوا يعيشون تلك الحقبة المظلمة ، معتقدين أن السيطرة على العقول بالتزييف والدَّجَل والسَحر والأخبار الكاذبة ما زالت ممكنة ! أولئك مازالوا يستخفون بعقول ومدارك البشر ، في عصر أصبح فيه الحصول على الحقيقة والمعلومة أسرع وأسهل من لمح البَصَر ! أولئك الضبابيون يبدو أنهم يجهلون وسائط الإعلام الجديد ( اليوتيوب ، والفيسبوك ، والتويتر ، وغيرها ) ، والتي أصبحت هي الأدوات الأهم لِنَقل الحقائق وتسيير وتجييش الشعوب أولئك يعتقدون أن شعوبهم ساذجة حتى تؤمن وتتأثر بتلك الأخبار الكاذبة ، والبرامج الحوارية المُلَمِّعَة المعدة سلفاً والمتفق على سيناريوهاتها مع ضيوفها ، واتصالاتها المفبركة المعلبة حسب الطلب ! فمتى يتعلم الإعلام العربي الرسمي من أخطائه بعد أن سقط بعضه في وَحْل الكذب والافتراء! يا أولئك انتهى زمن تكميم الأفواه، وذبح الحُريات، وتلميع الذّوات؛ فهذا العصر زمَن الحقيقة ، انطقوها واتركوا الإعلام يصَرّح بها قبل أن تكتشفوا حقيقة شعوبكم؛ وهنا لا مجال للرّجوع !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 )STC) 635031 (Mobily) 737221 (Zain)