الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة نظمت خلال الأشهر الماضية مؤتمرها العاشر في مدينة استانبول التركية؛ حيث الالتقاء بين حضارة العالم الإسلامي والبلاد الأوروبية، والتي تعد مزارًا علميًا للأوربيين منذ قديم الزمان، وها هي اليوم تستعيد عافيتها ومكانتها في العالم لتكون واجهة مشرقة للعالم الإسلامي المتقدم علميًا وتقنيًا وثقافيًا واجتماعيًا. تابعت عبر قناة اقرأ فعاليات هذا المؤتمر، والذي استهل بكلمة افتتاحية لسعادة الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور «عبدالله المصلح»، والذي يحتل مكانة كبيرة في القلوب التي تحبه وتجله بروحه التي تفيض حبًا وإيمانًا عميقًا بأهمية ودور هذه المؤتمرات الفاعل في الدعوة إلى الله بروح العصر الذي يتسم ببركان من العلم والمعرفة والمعلومات في أدق تفاصيل العلم في مجالات متعددة، في الطب والفلك والعلوم الإنسانية وغيرها، فلغة الإعجاز العلمي هي نفسها لغة العلم الحديث مغلفة بروح الإيمان الذي يُهذِّب النفس البشرية ويُعدِّل سلوكها ويقوّم المعوجّ من التصرفات والأفعال بعيدًا عن الماديات البحتة، التي ضيعت كثيرًا من جمال وروعة العلم، وأدت إلى هلاك ودمار شعوب وأمم. ديننا يخاطب كل عصر بلغة قومه التي يفهمون حتى إذا جاء آخر الزمان، وفتح الله على البشرية من كنوز معرفية تجلت لهم العظمة الربانية وصدق الرسالة المحمدية ليكون أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة. وسأورد لكم فيما يلي حديثًا نبويًا فيه إعجاز عظيم تابعت أوجه الإعجاز فيه من خلال العدد الأخير لمجلة الإعجاز، التي أتمنى أن تكون في كل بيت يتدارسها الآباء والأمهات مع أبنائهم وبناتهم، وكذلك بين أيدي المعلمين والمربين لجيل اليوم، الذي يحتاج للتفقه في دينه بلغة عصره. يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: عن عائشة -رضي الله عنها- أن أسماء سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن غسل المحيض؟ فقال: تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فتطهر فتحسن الطهور ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكًا شديدًا. حتى تبلغ شؤون رأسها. ثم تصب عليه الماء. ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر بها) فقالت أسماء وكيف تطهر بها؟ فقال: سبحان الله تطهرين بها. وسألت عن غسل الجنابة، فقال: مثل ما قال في غسل المحيض. فقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار! لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. (صحيح مسلم 332). في الحديث الشريف حقائق علمية عن التشريح الوظيفي لفروة الرأس والتركيب النسيجي للجلد وأثر الدلك الشديد في الغسل، وإيضاح لاختلاف غسل المرأة عن الرجل لحكمة إلهية، ولن أتطرق إلا إلى لمحات من أوجه الإعجاز في هذا الحديث، ومن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع إلى مجلة الإعجاز في عددها الأخير، وبحث البروفيسور منال جلال عبدالوهاب. • الدلك الشديد للرأس وأثره في الوقاية من الأورام وزيادة المناعة؛ حيث تفرز حويصلات الشعر مع الدلك الشديد الانتروفين المضاد للفيروس ويعالج أورام الكلى. ويعالج التصلب المتعدد. • يسرع التئام بطانة الرحم كما يقي الأورام وسرطان الثدي والتغيرات من أنواع الفيروس الحليمي البشري. • للغسل والدلك الشديد لفروة الرأس فوائد عظيمة للحائض والنفساء عند الإحرام خاصة؛ حيث يزيل الدلك الخلايا الجلدية المتهالكة والعرق والسموم واليوريا والأملاح والأحماض والأتربة والإفرازات الشحمية، كما يثبط الأم الحيض ويعدل المزاج. • يحفز الدلك حويصلات الشعر لإفراز عامل النمو شبيه الأنسولين وعامل النمو لخلايا الكبد ويضبط الأول معدل سكر الدم والثاني يزيد كفاءة الكبد. • ووجه الإعجاز في أنه ثبت اختلاف تشريح شعر الرجل عن المرأة واختلاف الجينات وإشارات المسارات الجزيئية، واختلاف الاستجابة للمواد المتحكمة في دورة الشعر بالجنسين، وبالتالي اختلف غسل الرجل عن المرأة، وفائدته للمرأة -خاصة الحائض والنفساء- حيث تشتد الحاجة له في الحج مما يجعله واجبًا في الإحرام. وقد اتفق العلم مع الهدي النبوي فسبحان من علم نبينا من علم الغيب، والذي قال عنه ربه عز وجل بأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم زدنا علمًا وفقهنا في أمور ديننا حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا. [email protected]