حكى قائلاً: أغلقت باب بيتي خلفي في خروجي إلى الحياة.. وهممت بإخراج مفتاح سيارتي من مخبأة ثوبي.. فإذ بشذى ينتشر فوحه في أنفي ليمضي آخذًا بتلابيب رئتي، وجذبت رائحته النفاذة التفاتتي العاجلة، فإذ بطلعة تبهت فتنتها عيني ليأخذ عنفوانها بتلابيب أركاني.. وإذ بأركاني نص على شاشة الطريق نقرت هذه ال(فتنة) العابرة على زر الضبط في لوحة مفاتيحه. سكن برهة.. ثم مضى يسرد: وقفت ساكنًا مدهوشًا لا حراك إلا لعيني، وهما يحركان رأسي متابعًا ال(فتنة) حتى غابت، وحالي تنادي: (أدركوا قلبًا قلبت اللحظة كيانه قبل أن يبقى حبيس صنم ماثل أمام باب البيت إلى الأبد). ما أقصر اللحظة !! .. وما أدهشها!!.. وما أجمل ما رأيت !!.. هل قصر اللحظة، ووهلة الطلعة، هما ما أوحى بجمال لا عهد به؟! .. أم هي الحقيقة في ذاتها؟! استدارت السيارة -التي تعلق ناظري بال(فتنة) داخلها- في أقصى الطريق لترجع عائدة في الاتجاه المعاكس من الطريق، ..... ومرت أمام ناظري مرة أخرى، .... وإذ هي: (فواحة كبيرة الحجم، على صورة فاتنة، من بلاستيك، حملها في سيارته ليزيّن ويعطّر بها نواحي داره). قال: صرخت متذمرًا: مه.. مه.. لم ترصف الطرقات قط لمؤاذاة الناس، ما كان لدارك هو لدارك لا تبذله خارجها. قلت له: إليك إشارات تكتنز بالعبارات: 1- الفتنة هي الفتنة، لا تنجلي حقيقتها إلاّ بعد انقضاء أمرها. 2- تنقلك من الجد إلى الهزل، أو من الهزل إلى الجد خطوة، هي تنقلك لكن قرار فعلها في يدك. 3- عليك ضبط نفسك ولا تتركن ضبطها بيد فتنة.