اشتكى مواطنون يوم أمس في جدة من استمرار أزمة الأسمنت وانعدامه من السوق على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الأزمة وأبدوا انزعاجهم من الوضع الراهن وما آلت إليه السوق من فوضى وعشوائية فرضت عليهم مطاردة شاحنات الأسمنت والدخول في طوابير الانتظار لساعات طويلة تحت لهيب الشمس الحارقة من أجل الحصول على كميات قليلة لا تفي باحتياجاتهم وبأسعار مرتفعة عن الأسعار المتعارف عليها حتى لا تتوقف مشروعاتهم وحمّل المواطنون الموزعين وسائقي الشاحنات أسباب الأزمة وما نتج عنها من تداعيات. وفي الجانب الآخر ينفي الموزعون أن يكونوا سببًا في ظهور الأزمة وحمّلوا المسؤولية كاملة لشركات الأسمنت المصنعة كونها رفعت الأسعار إلى 12,5 ريالًا للكيس الواحد وهو ما قلّص الفائدة بالنسبة لهم كموزعين على اعتبار أن البيع في السوق بسعر 15 ريالا للكيس الواحد وبفارق ريالين ونصف الريال عن سعر المصانع لا يحقق لهم أي ربح أو فائدة خاصة وأنّ نقل الكميات وإيصالها للسوق يكلفهم أكثر من هذا المبلغ وبالتالي فإن غالبيتهم قرّر التوقف ومن هنا بدأت الأزمة على حد وصفهم. ونوّه المهندس سفر بن محمد ظفير الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة في اسمنت المنطقة الجنوبية إلى أن المخزون لدى شركتهم 1,7 مليون طن كلنكر وليس- كما سبق وأن أشارت «المدينة» في عدد سابق 15 ألف طن-. وأشار إلى أن الشركة تنقل الكلنكر بين مصانع الشركة في مناطق جازان وعسير ومكة المكرمة لتلبية احتياجات السوق والمصانع الخاصة بهم مشيرًا إلى أن الكميات المنتجة تصل إلى السوق دون أي نقص وبالتالي فإنه لا يوجد أزمة في السوق كما يتردد. أما شرف الدين أبو ادريس أحد موزعي الأسمنت فأكّد من جهته أن شح الكميات وانعدامها من السوق يعود إلى ارتفاع الأسعار من قبل المصانع من 10 ريالات للكيس إلى 12,5 ريالًا للكيس الواحد لتباع في السوق بسعر 15 ريالا ومثل هذا لا يخدم الموزع الذي لا يجد في الكيس سوى ريالين ونصف الريال وهذا المبلغ لا يفي لسداد أجور النقل والتحميل والتنزيل لذلك قرر الموزعون التوقف. وطالب المواطنون ذياب الحارثي وسعيد الأسمري ورمضان الزهراني وآخرون التقتهم «المدينة» في مواقع البيع وزارة التجارة بسرعة التحرك وإيجاد حلول للأزمة الراهنة. وأشاروا إلى أن الوضع الحالي للسوق بات يتطلب تدخل جميع الجهات المعنية بسوق الأسمنت لأنه من غير المعقول أن تتجاوز قوائم الانتظار الألف رقم خاصة وأن الوقوف والازدحامات لساعات طويلة في انتظار شاحنة أو اثنتين أصبح يمثل معاناة حقيقية بالنسبة لهم فهناك من ترك أعماله وارتباطاته وآخرون كبار في السن ليس بمقدورهم الانتظار طويلا.