أظهر باحثون من جامعة أدنبرة كيف تستجيب مُستقبِلتان في أدمغة المُسنين لهرمون الكورتيزول الخاص بالتوتر والذي يُربَط بينه وبين تفاقم النسيان كلما تقدّم المرء في العمر. ووجدت الدراسة، التي أُجريَت على فئران مُسِنّة، أنّ خفض مستويات الكورتيزول قد نشّط إحدى المُستقبلات، ممّا حسّن الذاكرة. لكن بمجرّد أن بلغت مستويات الهرمون حدًّا متزايدًا، بدأ يتدَفق إلى مُستقبِلة أخرى، مُنشطًا بذلك العمليات الدماغية المُساهمة في ضعف الذاكرة، وعندما تم اعتراض المُستقبِلة المرتبطة بالذاكرة الضعيفة، عادت مشكلة الاستذكار إلى سابق عهدها. ويقول العلماء: إنّ هذا الاكتشاف يُمكن أن يؤدّي إلى علاج بعض الحالات الصحية مثل الزهايمر المُبكر. فيقول الدكتور جويس ياو، الذي ترأس فريق البحث بمركز علوم القلب والأوعية الدموية التابع للجامعة: نعلم الآن أنّ خفض نسب هرمونات التوتر سوف يمنعها من تنشيط مُستقبلة الدماغ الضارة بالذاكرة. وأوضح أن فهم الآليّات التي يسير بها عمل الدماغ والتي تؤثر في الذاكرة مع تقدّمنا في العمر سوف يُساعدنا في إيجاد سُبُل لمجابهة الحالات الصحية المرتبطة بفقد الذاكرة.كما وجَد العلماء أنّ نسب الكورتيزول المرتفعة في الفئران المُسنة قد جعلتها أقلّ قدرة على تذكر كيفية اجتياز متاهة ما. فالدراسة التي نُشرت في مجلة علوم الأعصاب، ومُوِّلت من قِبَل مجلس البحوث الطبية في بريطانيا، تُساعِد في تفسير سبب تدخّل التوتر المفرط -إذا ما طال أمده- في العمليات الاعتيادية لتخزين ما يَعِنّ للذاكرة يوميًا، بالرغم من حقيقة أنّ في إمكان التوتر البسيط أن يساعد الناس في تحسين استذكار المواقف المؤثّرة والجدانية. ويقول البروفيسور كريس كينارد، الذي يترأس لجنة الصحة العقلية وعلوم الأعصاب بالمجلس: إن هذا البحث يُسلّط الضوء على بعض المفاهيم الشيقة والأصيلة المتعلّقة بسبب فقد الذاكرة عند التقدّم في السنّ. فبما أنّ مُعدّل حياة الفرد بات أطول من ذي قبل، فإنّ المجلس يصبّ اهتمامه على البحوث التي تسمح لكبار السنّ لا أن يعيشوا فقط بل أن يتمتعوا بحياة مفعمة بالصحّة. ويعمل الباحثون الآن على تفحّص مركّب كيميائي جديد لصدّ أحد الإنزيمات والمساعد في إنتاج هرمونات التوتر داخل الخلايا. بينما يأمل الداعمون لهذه الدراسة أن تستخدَم في تطوير علاج بالعقاقير يبطئ من تدهور الذاكرة الاعتيادي والمرتبط بالكِبَر، أو حتى في تحسين ذاكرة من قد هَرم.