قال الشيخ صالح اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء رئيس المجلس الأعلى للقضاء السابق، يجب على طالب العلم تجنب الفتوى في المسائل العروضة أمام القضاء، أو تلك التي في طريقها إلى القضاء، مشيرًا أن المفتي في المسألة يعرض عليه جانب واحد من القضية من طرف المستفتي الذي قد يعرض على المفتي وجهة نظره فقط، أمّا القاضي فإنه ينظر إلى القضية من جانب كلام المدّعي، والمدّعى عليه، ومن جميع جوانبها. وأضاف الشيخ اللحيدان قائلاً: إنه يجب تجنيب مَن يفتون الإجابة عن أي قضية آلت إلى القضاء حتى لا يأخذ المستفتي كلام المفتي ويقول إنه مرجعه؛ لأن مرجع القضية المنظورة أمام القضاء، وكذلك القضية التي في طريقها للقضاء مرجعها القضاء. وحذّر الشيخ اللحيدان ممّن يتتبعون الرخص في الفتوى، وينتقلون بين المفتين، ويسألون أكثر من طالب علم عن المسألة الواحدة. وأضاف إن على السائل أن يلجأ إلى أهل العلم المشهود لهم بالعلم والفتيا، وأن يسألوهم. وقال: إن المستفتي عليه أن يتوجه إلى من هو أهل للفتيا، وإذا سأله أن يكتفي بإجابته. مضيفًا إن من تتبع رخص العلماء سلك طريقًا إلى الزندقة. فالواجب أن نسأل العالم الفقيه المجرب في سلامة فتواه، وأن يكون الهدف الوصول للحق، أمّا التحوّل من مفتٍ الى مفتٍ بحثًا عن الفتوى التي نريد يفتح باب الشك على السائل، ويصبح في أمر مريج. وطالب الشيخ اللحيدان من يتعرضون للفتوى على الهواء عدم الاستعجال في الإجابات، مؤكدًا على عدم التهور في الإجابات؛ لأن مَن يفتي يحدث عن الله، فهو يقول: قال الله، وقال الرسول، وإن مغبة الفتوى وآثارها عظيمة، مطالبًا مَن لا يعرف المسألة أن يقول: لا أدري، أو يقول: “الله أعلم”. وقال: إن مَن يرد أن يسأل عن مسألة أن يسأل أهل العلم الراجح، لا المتهورين في الإجابات. وحذّر سماحته من الانسياق وراء الأهواء، أو الافتاء تحت تأثير الناس، مؤكدًا أن دين الله ليس بهذه السهولة. وثمّن الشيخ اللحيدان الأمر الملكي بتنظيم الفتوى، وقصر الفتوى في المسائل العامة على سماحة المفتي، وهيئة كبار العلماء.