قال الضَمِير المُتَكَلّم: يحكى أنّ (أحد طلابنا) رسَب في (مادة التعبير)، وطبعًا هذا من النادر الغريب عندنا؛ فمادة التّعبير لا رسوب فيها، فهي مجرد (حصة انتظار للمعلم)!! سُئِل (المدرس) عن سبب رسوب ذلك الطالب، في تلك المادة (والمعلم في عُرفنا لا يُسْأَل، ويُكافأ عن تفوق طلابه؛ بل يُحاسب لماذا رسبوا؟!) المهم أجاب المعلم: يا جماعة (الطالب) فاقد التركيز؛ يُطْلَب منه الكتابة في موضوع، فيكتب في آخَر مختلف تمامًا!! طيب هاتِ عيّنات يا أستاذ المادة، قال المدرس: طلبتُ منه أن يُعَبِّر عن (فَصْل الربيع) فكتب: (فصل الربيع من أجمل الفصول في السنة، تكثر فيه المراعي الخضراء؛ ممّا يتيح «للجَمَل» أن يشبع من المراعي، والجَمَل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أيامًا، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر، يربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، ينقل متاعهم من منطقة لأخرى.. والجَمَل حيوان أليف...)، ثم يستمر الطالب في التغزّل في الجَمَل، وينسى الموضوع الرئيس!! وهنا قيل للمدرس (لعل) ارتباط الربيع والمراعي بالجَمَل جعله يخرج عن الموضوع الأساسي! قال المعلم إليكم شَاهِدًا ثانِيًا: كتبتُ له (تحدّث عن الصناعات والتقنية في اليابان) فكان جوابه: تشتهر اليابان بالعديد من الصناعات، ومنها السيارات، لكن البادية في تنقلاتهم يعتمدون على الجمل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أيامًا، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر. ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء....)! مثال ثالث: اكتب موضوعًا عن الحاسب الآلي وفوائده؛ فكتب الطالب: (الحاسب الآلي جهاز مفيد يكثر في المدن، ولا يوجد عند البادية؛ لأن لديهم (الجَمَل)، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أيامًا، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر...). بعد هذا الرسوب رفع (الطالب) تظلّمًا لوزير التعليم، وكان نصّها: (سعادة وزير التربية والتعليم.. اشتكي إليكم مدرس مادة التعبير؛ لأني صبرت عليه صبر الجَمَل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أيامًا، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر، ويربي البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء،....، وكما يعلم معاليكم أن الجمل يستمد طاقته من سنامه الذي يخزن فيه الكثير من الشحوم.. آمل من معاليكم النظر في تظلّمي هذا، وظلم المدرس لي مثلما ظُلِم الجمل في عصرنا هذا، حيث تُأكل (كبده فطورًا) في جميع الوزارات، والدوائر الحكومية!! وتعليقًا على هذه الحكاية الظريفة المشهورة ربما؛ (الطالب) كتب عن الجَمَل، ثم اشتكى المعلم بحرية، ودون خوف؛ ولكن لو فعل (كَاتِب) هذا، فربما رفع (الجمَل) شكوى ضده، ثم يُطَالب ب(نصف مليون ريال)!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة.