كثيرًا ما تطالعنا الصحف اليومية بالمشاكل الزوجية بين الزوج وزوجته حتى بلغ الأمر في كثير من الأحيان استعمال الشدة فيما بينهما. وبلغ الأمر إلى أن كثيرًا من الأزواج يفتخر أنه شديد على زوجته وأنه يسيرها كيف يشاء. فأقول: إن من نعم الله على عباده أن خلق الأزواج سكنًا وطمأنينة واستقرارًا يجد الزوج في زوجته بعد الله سبحانه وتعالى تفريج كربته وهمه، وتعينه على مشاقه ومتاعبه وتخفف عنه آلامه وتواسيه بنفسها وتجد المرأة في زوجها سندًا لها وظلًا يحوطها بعنايته ويرعاها بحنانه ويسدي إليها حقوقها فإن طيب الحياة ومتعتها يتحققان في حياة زوجية سعيدة والسعادة الزوجية أن يكون الزوجان على دين صحيح وعقل رجيح وأن يجمعا صفاء الود والقيام بالحقوق ونصح كل واحد لصاحبه وإذا قام كل من الزوجين بواجبه تمامًا على الوجه الأكمل حلت الأفراح والمسرات وزالت أو قلت المشكلات وكان لذلك أبلغ الأثر في صلاح الأسرة وقوة الأمة ويتضح لنا مدى الحاجة إلى تعاون الزوجين وقيام كل واحد منهما بواجبه فهما يمثلان في تقارنهما شطري البيت من الشعر والبيت من الشعر لا يفضل أن يكون إحدى شطريه محكمًا والآخر متخاذلًا فالزوجان لا تزدهي حياتهما إلا إذا انسجما وقام كل منهما بنصيبه من حق الزوجية وظلا يعيشان في منزل ظهارته المهابة وبطانته الصيانة.فعلى الزوج أن ينظر إلى زوجته على أنها سكن تركن إليها نفسه وتكمل في جوارها طمأنينته وترتبط بالحياة الكريمة بها سعادته وأشير في القرآن الكريم إلى هذه المعاني في قوله سبحانه وتعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم.وعليه أن ينبسط معها في البيت فيهش للقائها ويستمع إلى حديثها ويمازحها ويداعبها. وقد يظن بعض الجاهلين أن مداعبة الزوجة تتنافى مع الورع والوقار وهذا خطأ فاحش فلقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم -وهو العابد الخاشع والقائد الحاكم- يسابق زوجته عائشة رضي الله عنها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم).كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) فعلى الزوج أن يحسن خلقه مع زوجته، فيكلمها برفق، ويتجاوز عن بعض الهفوات، ويقدم لها النصح باللين الذي تبدو فيه المودة والرحمة.ويتذكر دائمًا أن حسن معاشرته لأهله وسيلة يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى.والتحلي بصفات المتقين من صدق وأمانة وحسن قيادة وتحمل للمسؤولية وفهم القوامة بمفهومها الصحيح من حسن قيادة وتحمل المسؤولية ورعاية وعطف وليس تسلطًا وقهرًا كما يحصل من كثير من الأزواج الذين لم يدركوا قدر هذه الزوجة وأنها أمانة عليه إكرامها وليس إهانتها نعم.. هذه أمانة في عنقه يسأل عنها يوم القيامة.أخي الزوج لا تجعل مشاكلك في العمل لها تأثير على تعاملك مع زوجتك لأن كثيرًا من الأزواج هداهم الله يتعرض لخلاف مع رئيسه فليس منه إلا أن يعكسه على زوجته ويعاملها بقسوة وهي رد فعل لما حصل له من رئيسه، وهذه حالة نفسية عفانا الله منها، فما ذنب المسكينة إذا تسلط عليه رئيسه.فلنتق الله في الأمانة. هذا والله الهادي إلى سواء السبيل.