لقد أحسن القائمون على مهرجان الجنادرية اختيار موضوع المؤتمر؛ حيث إن الأوروبيين ومن قبلهم الأمريكيين درسوا ويدرسون المسألة الإسلامية بكثير من التطرف والإحجاف. كما أن وسائل الإعلام الغربية تقوم بدور شديد السلبية في ذات الإطار. لقد أصبح “الإسلام فوبيا” الشغل الشاغل للأوروبيين خلال العقد الماضي، وأظهرت دراسة قامت عليها جمعية أوروبية مناهضة للمسلمين ويتم تداولها على شكل عرض باور بوينت برزنتيشن، أظهرت أن المسلمين خلال ثلاثين عامًا سيكونون أغلبية في أوروبا جراء تكاثر توالدهم مقابل قلة المواليد الأوروبية، وجراء الهجرة وجراء دخول بعض الأوروبيين في الإسلام. وفي ختام العرض هناك سؤال: ما هو دورك كأوروبي للحدّ من هذا المدّ الإسلامي؟! لا شك بأن الموضوع كبير، ويحتاج لدراسات عليمة جادة، كما يحتاج إلى تنظيم دقيق لتدارس الموضوع بشمولية من ناحية وبتفصيل من نواحٍ أخرى. لكن الأهم هو ما سيخرج به المؤتمرون. أتمنى الخروج بتوصيات يتم وضعها في خطة عمل وفي استراتيجية “للتعاطي الأمثل” مع الغرب، فلسنا اليوم في حالة تسمح بالمواجهة، لكننا لن نرضى الذلة والهوان، ويحسن بنا “التعاطي الأمثل” مع هكذا حالة. هناك شباب سعوديون عملوا لسنوات طويلة في مجال الدعوة في أمريكا، أتمنى من كل قلبي على القائمين على المؤتمر دعوتهم والاستنارة برأيهم فلديهم الكثير مما يمكنهم قوله في هذا الشأن، ولديهم خبرة عملية، ولديهم حس وطني وقومي وإسلامي، كما لديهم خبرة لا يستهان بها في التعاطي مع الغرب. (*) الرئيس الأسبق للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات