ممرات تكاد تخلو من الحركة عدا بعض المكلفين بالعمل في المراكز الانتخابية بالمنطقة الشرقية، تمر الساعة تلو الأخرى واليوم تلو الآخر والحال كما هو لا جديد يذكر. في المركز الانتخابي (309) بحي الجامعيين بالدمام تحدث رئيس اللجنة محمد العمري موضحا أن عدد الناخبين الذين استقبلهم المركز في اليوم الأول كان خمسة أشخاص، وتقلص العدد في اليوم الثاني إلى اثنين فقط، فإقبال الناخبين ضعيف جداً، ذلك أن أغلب سكان الحي من موظفي أرامكو الذين يعودون إلى منازلهم مع غروب الشمس، ونتوقع مجيئهم خلال الأيام المقبلة بعد صلاة المغرب، كما أن الكثير من السكان لا يعلمون ببدء المرحلة الانتخابية ويرجع ذلك إلى ضعف الحملة الإعلامية. وأضاف: خاطبنا الأمانة بهذا الشأن ووعدتنا بتكثيف الحملة، وربما أن فترة قيد الناخبين الطويلة المدى والتي تمتد إلى 16/6 أي ما يقرب الشهر تكون سبباً في ضعف حركة الناخبين. وعلق أيضاً بأن النشرات التوعوية لا يتمكن سكان الحي من استلامها وتصفحها إلا بعد زيارتهم للمركز الانتخابي وهذا خطأ فادح يفترض أن تكون مثل هذه النشرات في متناول أيدي السكان مسبقا، فعلى أقل تقدير تكون متوفرة في المراكز التجارية بالحي. وردا على سؤال عن ما عن ماورد في بعض الصحف من تواجد نساء أمام أحد المراكز الانتخابية قال العمري: حدث ذلك أمام مقر أحد المراكز الانتخابية، أما هنا ،فلم يحدث شيء من ذلك. وأرجع ضعف الإقبال على قيد الناخبين في هذه الدورة مقارنة بسابقتها، إلى أن الحي مستقر نوعاً ما فعدد المقيدين من الفترة السابقة بلغ 1829 ناخبا، والطاقة الاستيعابية للمركز هي 3000 ولكن يستحيل أن يصل العدد إلى ذلك. ممنوعون من التحدث للصحافة وفي جولة على عدة مراكز انتخابية امتنع رؤساء اللجان من الحديث مشيرين إلى أن هناك أوامر من الأمانة تمنعهم من التحدث للصحافة، إلا بإذن من المتحدث باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان. وفي اتصال اجرته " المدينة" بالصفيان لمعرفة أسباب المنع أوضح أن ذلك ليس منعا بمعنى المنع، ولكن هنالك آلية معينة لتنظيم العمل تشمل جميع المراكز بحيث من يقوم بالتصريح لجنة عليا في الأمانة مهمتها تزويد وسائل الإعلام بما فيها الصحف بالأرقام. وهناك 98 مركزا انتخابيا بالمنطقة الشرقية لو قام رئيس كل لجنة بالتصريح على حدة لما اتسعت الصحف إلى ذلك. وقد تحدث ل "المدينة" عدد من سكان الاحياء التي توجد بها مراكز انتخابية، منهم سعود السبيعي وفهد الغامدي اللذان اعتبرا عزوف الناخبين عن التسجيل أمرا طبيعيا، وعللا ذلك بأن من قيدوا اسماءهم في الدورة الاولى قبل عدة اعوام، لم يحققوا ما ارادوه من انتخابهم لعدد من المرشحين، وان الوعود التي اطلقها بعض الأعضاء لم تنفذ على ارض الواقع. انطلاقة ضعيفة وكانت المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية قد انطلقت عصر يوم السبت الماضي في 98 مركزًا انتخابيًّا بمختلف أنحاء المنطقة الشرقية وسط إقبال ضعيف من الناخبين، حتى أن بعض المراكز لم تسجل حضور أي ناخب في اليوم الأول، ولم يوجد بها سوى رئيس المركز والموظفين وأخرى وصل العدد فيها إلى ثلاثة أشخاص فقط، وهو ما أرجعه عدد من الناخبين الذين تحدثوا ل “المدينة” إلى قصور التوعية وعدم معرفة الكثيرين بأماكن ومواقع المراكز. بداية يقول خالد العتيبي ومحمد الشهراني من محافظة الخبر: لم نعرف أماكن الانتخابات ولا ندري أين تقع المراكز التي يتحدثون عنها، فالجهات المعنية لم تقم بوضع لوحات إرشادية في الشوارع بما يكفي للتعريف بأماكن مراكز الانتخابات، وكيف يستطيع الناخب أن يسجل اسمه، ذلك أن الحملة الإعلانية كانت ضعيفة جدًا. أمّا غالب السيد من القطيف، منير السعد من الدمام، وطلال القرشي من الظهران، فيرون أن الوقت ما زال مبكرًا، ومن الممكن أن تشهد الأيام المقبلة حضورًا أكثر، وأرجعوا ضعف الإقبال إلى أن الحملة الدعائية لتسجيل الناخبين لم تكن بالشكل المطلوب، مشيرين إلى أن هناك مواطنين لا يعلمون عن الانتخابات شيئًا. أمّا عبدالله المالكي وعبدالعزيز الخالدي من الخبر فأرجعا السبب إلى تجربة الدورة الأولى إذ لم يوفِ الأعضاء المنتخبون بوعودهم التي أعلنوها في حملاتهم الانتخابية، وأشارا إلى أن الحاجة ما تزال قائمة إلى تعزيز ثقافة الانتخابات، حيث إن أغلب المواطنين لا يعرفون ما هو دور الناخب؟ ولماذا يسجل اسمه الآن؟ مواقف طريفة ومن المواقف الطريفة في أول يوم انتخابي بالشرقية أن مواطنًا تساءل بعد تسجيل اسمه في أحد مراكز الخبر “متى يبدأ الأكل والشرب والشعر؟”، وقال: “هذا ما نبحث عنه”!. مواطن آخر طالب في القطيف أصر على تسجيل جميع أبنائه الموجودين في كرت العائلة، وعندما سأله الموظف عن السبب، أجاب: “يمكن تكون هناك إعانة من المجلس البلدي للذين يسجلون مبكرًا”.