أكد الناشط الحقوقي رامي عبدالرحمن أمس الاثنين أن السلطات السورية تتجه للخيار العسكري؛ للضغط على التظاهرات المطالبة بالديمقراطية في سوريا. وبعد ساعات من اقتحامها أمس مدينة درعا القريبة من الحدود مع الأردن، أغلقت القوات السورية حدودها مع الأردن، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن وزير الدولة الأردني للإعلام طاهر العدوان. يأتي ذلك، فيما اعلن ناشطون حقوقيون سوريون أمس مقتل 18 شخصًا على الاقل في العمليات التي تقوم بها القوات السورية في عدد من المدن حيث تشن حملة اعتقالات واسعة، وخصوصًا مدينة درعا. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان السلطات السورية اتخذت على ما يبدو قرارًا بالحسم العسكري والامني. وراى أن اصدار قانون تنظيم التظاهر الخميس كان الهدف منه قمع التظاهر. وكان الرئيس السوري بشار الاسد اصدر مرسومًا تشريعيًا يقضي بتنظيم حق التظاهر السلمي بوصفه حقًا من حقوق الانسان الاساسية التي كفلها الدستور السوري. ويقضي المرسوم بحق التظاهر شرط الحصول على موافقة وزارة الداخلية للترخيص بتنظيم التجمع. من جهتها، قالت الناشطة سهير الاتاسي إن هذا الهجوم والتي وصفته ب «الوحشي» يتطلب التصعيد والتوجه إلى المجتمع الدولي للتحرك السريع. ودخل مئات من قوات الامن السورية تساندهم مدرعات صباح امس مدينة درعا جنوب سوريا مما ادى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، حسب ناشطين حقوقيين اتصلت بهم هاتفيًا وكالة “فرانس برس”. وافاد الناشط السوري عبدالله الحريري عن اطلاق نار كثيف في درعا، مؤكدًا أن رجال الامن دخلوا بالمئات إلى المدينة مدعومين بدبابات ومدرعات. واوضح أن رجال قوات الامن يطلقون النار عشوائيا ويتقدمون وراء المدرعات التي تحميهم، مشيرا إلى أن الكهرباء والاتصالات الهاتفية قطعت بالكامل تقريبا. وانطلقت حركة الاحتجاج على النظام السوري من درعا حيث قتل عشرات السوريين في قمع قوات الامن تظاهرات بشدة. كما افاد ناشط حقوقي أن قوات الامن قتلت الاحد اربعة اشخاص في جبلة قرب اللاذقية شمال غرب سوريا. واكد شاهد أن مجموعة من القناصة ورجال الامن اطلقوا النار في شوارع جبلة بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبدالقادر محمد الشيخ إلى المدينة للاستماع إلى مطالب السكان. واوضح أن جبلة كانت هادئة ومستقرة صباح أمس الأول والحياة تجري بصورة طبيعية، حيث زارها المحافظ وقابل وجهاءها في جامع الايمان واستمع إلى مطالب السكان واخذها على محمل الجد. لكن بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الاطراف وانتشر عناصر من الامن وبدأوا باطلاق النار، على حد قوله. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن أن اكثر من ثلاثة الاف متظاهر تجمعوا بالقرب من بانياس على الطريق العام المؤدية من مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) إلى دمشق معلنين اعتصامهم، تضامنًا مع اهل جبلة. من جهة أخرى، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية مساء أمس الأول إن الحكومة الامريكية تستعد لفرض عقوبات على مسؤولين سوريين رفيعي المستوى مقربين من الرئيس السوري بشار الاسد يشرفون حاليا على عملية قمع عنيفة للمظاهرات في سوريا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم، أن ادارة الرئيس باراك اوباما تستعد لاصدار مرسوم يخول الرئيس الامريكي بتجميد اموال هؤلاء المسؤولين ومنعهم من ممارسة اي اعمال مع الولاياتالمتحدة.