* من يقيس دموعنا ومن يقيس مشاعر الفرحة العارمة لدينا، هو إنسان يعرف قيمة أفعاله الإنسانية، وبالطبع هو إنسان مختلف جداً، لأنه قادر على أن يصنع من خلال الرؤى المتعددة واقعاً جميلاً وأحلاماً سعيدة لإنسان هذه الأرض، والحديث هنا اليوم هو عن بطل وفارس يعي بأن ما يُقدّمه للوطن سيعود حتماً للوطن، وأن كل قراراته المنصفة التي تأتي من روحه النبيلة لشعبه، هي لن تغادر هذه الأرض، وستذهب لهذا الشعب الأبي الذي يستحق أن ينال أكثر وأكثر من رعايته، هذا الشعب الذي يعرف أهمية الوطن والحفاظ على مكتسباته، هذا الشعب الذي رفض ويرفض كل ما يجري حوله من قلاقل، لأنه يؤمن تماماً بأن أمنه وسلامته وسلامة مكتسباته هي في ذهن ولاة أمره الذين يريدون له الخير لا أكثر. * وكما يقول الشاعر العظيم محمود درويش نلتقي بعد قليل.. بعد عام.. بعد عامين وجيل.. التقيت هذا الخبر على صدر هذه الجريدة في هيئة قرار رقمه أ/91 بتاريخ 18/5/1432ه والقاضي بتثبيت جميع العاملين ببرنامج محو الأمية وعددهم 30 ألف من الذكور والإناث، فرأيته قرارًا رائعًا بكل ما تعنيه هذه الكلمة، لأنه ببساطة سيعود نفعه للوطن من خلال مواطنة تعبت كثيراً في حياتها التي بدأت بعقد ومن ثم استمرت مع معاناته سنين، ورجل ظل يحمل أنفاسه متعباً يوماً بعد يوم، والحسرة تكبر في صدره الصغير يوماً بعد يوم، وفي يوم استلام الرواتب تحضر المأساة في المقارنة بين راتبه وراتب زميل آخر، وبين تعبها وتعب زميلة أخرى، والفرق بينهما لا شيء سواه الحظ، الذي فرق بينهم في الوظيفة الرسمية والوظيفة المؤقتة، ليأتي اليوم الجميل، ويصدر القرار الذي كانوا ينتظرونه، لينهي بذلك سنين التعب وينثر الفرح أمامهم، ويغير حياتهم كلها، وينقلهم من مكان إلى مكان، فإلى الأمام.. إلى الأمام.. إلى الأمام. * (خاتمة الهمزة).. من الجميل أن تصنع الحياة في قرار يحمل في طياته الحياة لإنسان هذه الأرض، الذي يشكر الله على ما يجده من اهتمام خادم الحرمين الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله.. هذه خاتمتي ودمتم.