كشف خبراء ومراقبون ان الانتخابات البلدية الماضية شهدت عزوفا من جانب المواطنين عن المشاركة في التصويت لأسباب متعددة، منها عدم القناعة بالتجربة وعدم الفقه بالمفهوم التي تقصده الانتخابات وغياب الآليات التي يستعين بها الناخب لتصويت بناء عليها لمرشحه، الى جانب عدم الوعي بالدور الذي يمكن أن تقوم به المجالس في صالح المواطنين، وعند تلافي تلك الأخطاء بالانتخابات المقبلة كفيل برفع معدلات المشاركة. وفي المقابل غياب وضوح الصورة تماما أمام كثير من شرائح المجتمع السعودي عن الدور الحقيقي الذي يمكن للمرشح أن يقدمه لمجتمعه ومنطقته ويحقق لهم ما يصبون إليه، باعتباره حلقة الوصل الأقرب الى وزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانة لنقل احتياجات منطقته لتحل الخدمة وتقدم في أسرع وقت وتحت مراقبة مباشرة قريبة جدا من المجلس البلدي المسؤول عن المنطقة المعني بها. "المدينة" بدورها تجاذبت الحديث مع رؤساء مجالس بلدية في مكةالمكرمة واعضاء في المجالس وعمد أحياء ومواطنين حول تلك السبل والوسائل التي تضمن ارتفاع نسبة المشاركة من قبل الناخبين للإدلاء بأصواتهم لمن يراه أحق بالترشيح في المرحلة المقبلة، وماهي اسباب العزوف عن المشاركة في الانتخابات البلدية من وجهة نظرهم وهل العزوف له مبرر. بداية اعتبر رئيس المجلس البلدي بالجموم الدكتور نايف القبلان ان المواطن لاحظ الجدية المتناهية في المجالس البلدية وحرصها على تقديم الخدمة للمواطن والمنطقة التي يسكن بها في الفترة السابقة طيلة ال 6 سنوات الماضية فكانت تلك الملاحظة هي حافز ومشجع أكيد ودافع أساسي أول لهم على أن يشاركوا في الانتخابات البلدية المقبلة، وبأعداد كبيرة لأن شعورهم بأهمية المجالس البلدية وقربها من المواطن ومطالبه حملتهم ضرورة المشاركة والتصويت لمن يتحقق جدارته ومصداقيته بعيدا عن أي هتافات أخرى، واتفق مع من يقول بأن اللقاءات والندوات أتت بفاعليتها من حيث تثقيف الناس حول المجالس البلدية والاعمال من الممكن ان تسهم في ايجادها، واعتبر بأن اللقاءات والندوات التي تقام على النطاق المحلي للحي او الخارجي هي الركيزة الثانية برأيه التي يعتد بها بأنها من الوسائل التي من الممكن ان ترفع معدلات مشاركة المواطنين في الانتخابات المقبلة. واضاف ان هناك ركيزة ثالثة تسهم في رفع معدلات مشاركة المواطنين في الانتخابات المقبلة ألا وهي الأعمال التي نفذت على أرض الواقع فأصبح المواطن يلمس تلك الاهتمامات والعناية من قبل المجلس البلدي ويرى خدمات عديدة تقدم كالمشاريع التي نفذت واقرار الميزانيات وتحديد اولويات المشاريع والاماكن واقتراح المشروعات، ومراجعة آداء البلدية والرقابة على المشاريع والنظر في شكاوى المواطنين فتلك تضمن لنا أن المواطن اصبح يعنى جيدا بالانتخابات ومفهومها وما يمكن أن تقدمه من خدمات . فيما اعترف الدكتور حسن طلال الأنصاري نائب رئيس المجلس البلدي بالجموم بأن الانتخابات للمجالس البلدية في دورتها الأولى لم تحظ بالإقبال الجيد لكونها تجربة جديدة وحديثة على الفرد السعودي بل وعلى الشعب السعودي ككل. واستطرد في حديثه بقوله "أن المواطن السعودي شعر بأهمية التصويت منذ المرحلة الأولى للمرشح الكفء والمستحق لكن ذلك الاستشعار جاء متأخراً وللأسف ولم يأت إلا بعد أن بدأت الانتخابات، وبعد فترة يتم استخراج بطائق الناخبين وبهذه المسؤولية التي شعر بها المواطن في المرحلة الاولى من الانتخابات حتى ولو كانت متأخرة، أرى ان الاقبال على الانتخابات المقبلة سيكون أفضل بكثير من المرحلة السابقة ودليلي على ذلك تأسف كثير من المواطنين على عدم المشاركة لاختيار مرشحهم، وشدد على أن تكون هناك حملات اعلامية تذكيرية لتحفيز المواطنين على العملية الانتخابية تسبق المرحلة القادمة للتذكير. وأجمع عدد من المواطنين منهم رامي الموركي وعلي الدربي وصالح خميس وعلي حامد من اهالي مكةالمكرمة ان العزوف من جهة الناخب في التصويت في المرحلة السابقة لم يكن مبنيا على التغافل أو عدم اللامبالاة في التصويت نهائيا لقلة وعيهم بالانتخابات ومفهوم المجالس البلدية وما تقصده، مع اعترافهم انه كان هناك تقصير في توضيح فكرة ماتقوم به المجالس البلديه عند الكثير من الناس، لعدم اهتمامهم بذلك إلا في آخر اللحظات الأخيرة، بل كان بسبب تهاتف المرشحين وتسابقهم على أن يكونوا هم الأكثر نصيبا في الحصول على الأصوات دون تفكيرهم قبل أن يفكروا في ترشيح أنفسهم ماذا سيقدمون لمجمعاتهم فعليا وعمليا على أرض الواقع اكثر من انها تكون اقاويل مكتوبة على لوحات أو برشورات دعائية. وقالوا: إن مالوحظ من قبل كثير من الدوائر في المرحلة الماضية من العمل على إقامة الولائم ودعوة القادو، مما جعلها امرا مستهجنا بالنسبة لهم ودعت تلك المظاهر في وقتها وفي مرحلتها الأولى الى عزوف معظم الناس عن التصويت، وقالوا ان تلك المظاهر إذا استمرت على ماهي عليه في هذه المرحلة القادمة سيكون العزوف أكبر برأيهم وكانوا قد اقترحوا في نهاية حديثهم ان يكون هناك نظام يحدد آلية من خلالها يحدد أهالي الحي اختيار من يرونه كفؤا للترشيح قبل بدء الانتخابات، وعلى أساسه يمنح المرشح لترشيح نفسه بعيدا عن أي هتافات لأن مجتمعه أصبح لديه خلفية كاملة عن مرشحيهم.