أنا سيدة مطلقة منذ سنة تقريبا، ومنذ أن تطلقت وأنا أعاني من الإحباط والضغوط النفسية بسبب سوء معاملة الناس لي ونظرتهم السيئة التي تترجمها كلماتهم الجارحة المبطنة، ما حدا بي إلى التفكير بالانتحار لأرتاح مما أعاني منه، فماذا أفعل لأخرج من هذه الحالة علما بأنني كلما خطوت خطوة إلى الأمام عادت بي تلك المعاملة إلى الوراء خطوات. الطلاق ليس نهاية العالم ولا أعظم المشاكل، فقد يكون أحيانا فاتحة خير وبداية انطلاقة جديدة لمستقبل مشرق وحياة أفضل، فأمر المؤمن كله خير، إن أصابته السراء شكر وإن أصابته الضراء صبر، ودعينا أخيتي بعد هذه الكلمات المشرقة نأخذ مشكلتك بشيء من التفصيل القريب من الواقع، أولا لا بد من تقوية صلتك بالله والعمل على إرضائه ودعائه وبث الشكوى إليه، فليست العبرة بكم الأعمال الصالحة بل بالنوع، ثانيا اعلمي أن المرأة التي تعرف هدفها ودورها في الحياة ليست مطلقة ولا عانس ولا أي من التراكيب التي جمَّع حروفها المجتمع بقسوته بل هي صانعة أمجاد مهما صغرت، فعليك أن ترسمي لنفسك خط سيرك لخمس سنوات على الأقل والذي ينتهي بهدف تصلين إليه، وذلك ضمن رؤية واضحة المعالم تلامس الواقع ليست أحلاما وخيالات وتناسب ظروفك وبيئتك مبنية على أكثر من جانب علمي وأسري وتربوي وديني حتى إذا فشلت في جانب لا تنهار طموحاتك ليتمكن الحزن منك، فعلى سبيل المثال إكمال دراستك أو البحث عن وظيفة مناسبة وغيرها من الأمثلة، ثالثا تذكري دوما أن من أرضى الله في سخط الناس رضي عنه الله والناس فلا بد من أن تكون شخصيتك وإرادتك قوية ،فلا تكوني منغلقة أو منطوية على نفسك جامدة صلبة معتدة برأيك ،ولا هلامية أينما وجهك الغير إن في اليمين أو اليسار ذهبت، بل كوني بين ذلك قواما وحاولي ألا تكترثي لتصرفات الناس تجاهك، دعواتنا لك بالتوفيق.