واجه الثوار الليبيون نكسة جديدة أمس مع استعادة قوات الزعيم معمر القذافي السيطرة على مدينة راس لانوف النفطية مرغمة مقاتلي الثوار الذين انتابهم الذعر على التراجع شرقا، ويأتي ذلك فيما تصاعد الخلاف الدولي حول تسليح الثوار بعد ان طرقت واشنطن وباريس علنا إلى مسألة تسليح الثوار في مناسبة انعقاد اجتماع “مجموعة الاتصال” حول ليبيا في لندن والتي أبدى أعضاؤها وحدة إزاء ضرورة رحيل القذافي. واستعادت قوات العقيد معمر القذافي صباح أمس السيطرة على راس لانوف (شرق) وذلك بعد أيام من سيطرة الثوار عليها، وأرغمتهم على الفرار من هذا المصب النفطي الاستراتيجي وعودة أدراجهم شرقا. وسيطرت قوات القذافي مجددا على هذه المدينة ظهر أمس فيما انتاب الذعر الثوار الذين كانوا يحاولون التراجع نحو مدينة البريقة التي ما زالوا يسيطرون عليها. وقال المصدر نفسه إن مقاتلين من الثوار كانوا يفرون بالمئات عائدين نحو الشرق وطلبوا من التحالف الدولي ضرب مواقع القذافي وهو ما لم يحصل خلال الليل. وقال أحد المقاتلين ويدعى سلامة داديا “نحن قلقون جدا، ونحن نتراجع” فيما كانت مئات السيارات والحافلات تعبر بلدة على بعد 20 كلم شرق راس لانوف في اتجاه البريقة، وأضاف أن “قوات القذافي تطلق الصواريخ وقذائف الهاون”. وقال مقاتل آخر يدعى علي عطية الفتوري “نريد أن يقصف الفرنسيون جنود القذافي”، فيما تكثفت النيران بالأسلحة الثقيلة والخفيفة. والثلاثاء وصل الثوار الليبيون الذين يحاولون الإطاحة بالقذافي منذ منتصف فبراير إلى بعد حوالى عشرة كيلومترات من سرت، مسقط رأس القذافي، حيث أوقفتهم القوات الموالية للزعيم الليبي، واضطروا عندها للتراجع للمرة الأولى منذ بدء الضربات الجوية التي أطلقها التحالف الدولي في 19 مارس وعادوا إلى راس لانوف. وقال أحدهم إن “رجال القذافي يطلقون علينا النار بالمدفعية وقذائف الهاون. إن أسلحتنا لا تتيح لنا التصدي لذلك”. وفي اجتماع “مجموعة الاتصال” في لندن أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أن فرنسا مستعدة لأن تبحث مع حلفائها في موضوع تقديم مساعدة عسكرية للثوار، معترفا في الوقت نفسه بأن ذلك ليس واردا في قرارات الأممالمتحدة الأخيرة، من جهته قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ردًا على سؤال حول احتمال تسليح الثوار “لا أستبعد ذلك، لكنني لا أقول أيضا إن ذلك سيحصل”. وتثير هذه المسألة انقساما في صفوف المجموعة الدولية. ولم تخفِ روسيا تحفظاتها. فقد أعلن وزير خارجيتها سيرغي لافروف الأربعاء أنه لا يحق لأي دولة أن تسلح الثوار في ليبيا بموجب التفويض الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي. بدورها أبدت روما معارضها لتسليح الثوار الليبيين. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيطالية إن “تسليح الثوار سيكون إجراء مثيرا للجدل، إجراء متطرفا سيؤدي حتما إلى انقسام الأسرة الدولية”.