* لو حدثني أحد الأصدقاء عن وجود شخص في هذا الزمن المليء بالمشاغل وضغوط الحياة وقال لي: إن رجلاً واحداً يستطيع تأليف مائتي مجلد عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في ثلاث سنوات لشككت في دقة معلوماته. مع أن سيرة المصطفى العطرة تستوعب مئات المجلدات وتستحق من كل فرد منا ب -أبي هو وأمي- أن يعطيها جلّ وقته ويسخّر لها كل إمكانياته. مثل هذه المشاريع الموسوعية الضخمة في نظري لا يستطيع إنجازها إلا مراكز البحوث والجهات الأكاديمية التي تمتلك كل أدوات البحث العلمي ولديها ميزانيات ضخمة وكتيبة من الباحثين والمحققين. * ما حدث في العاصمة المقدسة أن أحد الأكاديميين تجاوز التوقعات وخرج عن المألوف وأنجز موسوعة ربانية نبوية في ثلاثمائة مجلد تعد أكبر موسوعة في التاريخ ودعمها بمعرض دائم ومتحف نبوي وفي الطريق قناة تليفزيونية وبوابة إليكترونية ومركز حضاري وتاريخي وترجمة شاملة لكل المحتويات. * في مقر مركز موسوعة السلام عليك أيها النبي في حي العزيزية بمكة المكرمة يبرهن الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني صاحب الفكرة ومؤسس المشروع أن الإرادة الصادقة تصنع المستحيل وأن رجلاً واحداً يستطيع إنجاز مثل هذا المشروع في وقت وجيز وبأعلى معايير الجودة توثيقاً وترتيباً وإخراجاً. * في المعرض تجد المئات بل الآلاف من صفات النبي وخصاله وفضائله وأعماله وأدبياته معروضة بطريقة تشعرك أنك تعيش مع سيد الخلق وتصفه على ضوء ما ورد في القرآن والسنة حتى تتيقن أنك تراه وتأكل معه وتتجول في حياته الخاصة وبيته ومع صحابته. * في هذا المركز الذي زاره جمع غفير من أصحاب السماحة والفضيلة وعلماء الأمة الإسلامية من داخل المملكة وخارجها وباركوا وجوده يلفت نظرك أن الفكرة إبداعية وطريقة البحث ومحتويات الموسوعة قدمت بأسلوب غير مسبوق حتى عبّر عنه البعض بقوله (ما من شيء تراه العين أو تسمعه الأذن أو يخطر على القلب مما فيه وحي إلا وهو موجود في هذه الموسوعة وباستقصاء من الكتاب والسنة) بل وصفت الموسوعة بأنها (تكتب عن كل شيء.. كل شيء). * مشروع الأمة كما أطلق عليه بعض الوزراء والعلماء جهد شخصي للدكتور ناصر يشكر عليه فقد أوقفه وجعله حقاً مشاعاً لكل المسلمين جدير بهم أن يزوروه وأن يستشعروا روحانيته وعظمته فهو مشروع العصر ومشروع الأمة الإسلامية جمعاء. ندعو الله له بالعون والتوفيق والسداد وأن يجعله في موازين حسناته.