نعم إنها بفضل الله جمعة (غير) أشرقت أنوارها على الشعب السعودي محملة برياح الخير والبركة.. فبينما كان آخرون غارقون في جُمَعْ تتراوح بين التظاهر والشغب والغضب كان الشعب السعودي تلفه السكينة والطمأنينة وبعد أن سعى إلى ذكر الله وأدى شعائر صلاة الجمعة المباركة كان الشعب السعودي وبجميع أطيافه على مع موعد (غير) كان موعدًا فيه كل (الخير) حيث أطل وجه السعد ملك القلوب ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطل على بناته وأبنائه أفراد الشعب الوفي فبادلهم الوفاء بالعطاء وتحدث إليهم حديث القلب للقلب في كلمة مقتضبة الكلمات عظيمة المعاني موجزة الأسطر بالغة الدلالة، أطل عليهم بحنو الأب الرؤوف وعظمة القائد الملهم فقلَّد كل فرد من الشعب السعودي وسامًا على صدره حين قال لهم بكل اعتزازه بهم (أنا فخور بكم) وفي ذلك شهادة للتاريخ وللحق وللذاكرة، ولم يكتف حفظه الله بذلك بل ختم كلمته الرائعة وحديثه الأبوي حين وجه كلمته لكل مواطن سعودي بكل تلاحم القائد مع أبنائه قائلًا لهم وبكل حنان الأبوة وعاطفة القيادة (يعلم الله أنكم في قلبي).. يا الله كم أنت رائع يا أبومتعب، وكم صادقة هي مشاعرك وأحاسيسك خاصة وأنت تختم حديثك الأبوي الحاني بالطلب من بناتك وأبنائك المواطنين (لا تنسوني من دعائكم).. أي عظمة تلك بل أي إنسانية تلك بل أي تلاحم ذلك الذي ندر وجوده وذابت فيه الفروق بين القائد وشعبه حتى تكون هذه البساطة وتلك العفوية التي جعلت المواطنون يذرفون دمع الفرح وتخنقهم العبرات وهم يرون قائدهم ومليكهم يكون منهم بمثل هذا القرب وبمثل تلك الإنسانية وتلك الحميمية التي ما تكون عادة غير موجودة في قواميس الحكم، ولكنه عبدالله بن عبدالعزيز الذي يفيض قلبه رأفة ويمتلئ شفقة على مواطنيه فلا يقر له بال حتى وهو في مرضه يسأل عن صغيرهم وكبيرهم ويهتم بأحوالهم دقيقها وجليلها. هنيئًا لنا في جمعة (الفرح) وجمعة (الخير) جمعة (أبومتعب) تلك الحزمة من القرارات العشرين والتي كان فيها الخير العميم لجميع أفراد الشعب السعودي الوفي المدنيين والعسكريين والجامعيين والباحثين عن عمل والمتقاعدين والمبتعثين. ومبارك لكل موظفي الدولة راتب الشهرين ولكل أبنائنا طلاب التعليم العالي مكافأة الشهرين وهنيئًا تحديد حد أدنى للعاملين بالدولة، لقد لامست تلك الأوامر الملكية محاور مفصلية في حياة المواطنين وخاصة الشباب منهم حيث أمر خادم الحرمين الشريفين بإيجاد 60 ألف وظيفة للداخلية وبناء 500 ألف وحدة سكنية بكافة المناطق ورفع قيمة القرض السكني إلى نصف مليون ريال وتلك لعمري حاجات أساسية وخاصة لأبنائنا الشباب وهم يخطون أولى خطواتهم في الحياة العملية باحثين عن الاستقرار الوظيفي والعائلي. ومما يحمد له في هذه القرارات الملكية التاريخية أيضًا تعزيز المستوى الصحي ورفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين، ومن الملاحظ اهتمام القائد حفظه الله بتأكيد الهوية الدينية وثوابتنا كمملكة حامية لحمى الإسلام وخادمة للحرمين الشريفين بتعزيز مكانة علمائنا الفضلاء وهم أهل العلم وحراس العقيدة وعلى رأسهم سماحة مفتي عام المملكة وأعضاء هيئة كبار العلماء فلهم كل الإجلال والتقدير والاحترام بما يعكس حرص الدولة أعزها الله على تأكيد نهجها المستند إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولتحقيق أكمل الكمال في التعامل مع علمائنا ومشايخنا وإنزالهم المنزلة اللائقة لهم والى جانب دعم الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء وجمعيات تحفيظ القرآن ومكاتب الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وإنشاء مجمع فقهي سعودي تحت إشراف هيئة كبار العلماء. تلك ملامح سريعة من قرارات الخير وأوامر البركة من الوالد القائد لأبنائه الأوفياء الذين صفعوا الباطل بالحق.. هذا الشعب الأصيل الذي طال بقامته السماء وهو يرفع كلمة الحق ويدعو له فعاد الحاقد ذليلًا والمسعور القهقري والموتور كيده في نحره. فأجمل ما رأينا تلك الصور الوطنية العفوية التي تفيض حبًا للقائد وفداء للوطن فيما رأيناه من جميع فئات الشعب شيبه وشبابه نساءه ورجاله فتيانه وأطفاله. إنها جمعة تاريخية تروي الوحدة المتكاملة بين أبومتعب وبناته وأبنائه أفراد الشعب السعودي الوفي فمن ندى كفيه أغدق الخير علينا، حقًا عبدالله بن عبدالعزيز في كل قلب وفوق كل اعتبار إنه الملك الأب. إنها جمعة (الفرح الحقيقي) للتأكيد من القائد الوالد أن شعبه يعيش في قلبه آمنًا مطمئنًا، دام عزك يا أغلى وطن وحفظ الله أبا متعب لنا قائدًا ووالدًا ودامت مسيرة الخير المباركة متمسكين بالأصل ماضين في العصر في ارتباط وثيق بين القيادة والشعب والقيادة والوطن بحفظ الله عز وجل. [email protected]