اعتبر رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض الدكتور محمد السالم أن “مكتبة الفهد” تعد نموذجًا للتلاحم بين القيادة والشعب، فهي في أصلها معلم تذكاري أراد مواطنو مدينة الرياض أن يعبّروا من خلاله عن مدى حبهم وإخلاصهم لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بمناسبة توليه الحكم عام 1402ه وتبرعوا لبنائها على نفقتهم آنذاك حتى تطورت وتحولت إلى مكتبة وطنية باقتراح من أمير الرياض الأمير سلمان. جاء ذلك في ندوة نظمها نادي الأحساء الأدبي يوم الثلاثاء الماضي بعنوان “مكتبة الملك فهد الوطنية ومسيرتها في خدمة الثقافة” بمشاركة عضوي مجلس المكتبة الدكتور جبريل عريشي والدكتور محمد الربيع وقدمها نائب رئيس النادي الدكتور نبيل المحيش. وأوضح الدكتور السالم أن المكتبة تهدف لاقتناء الإنتاج الفكري وتنظيمه وضبطه وتوثيقه والتعريف به ونشره وتتضمن مهماتها جمع كل ما ينشر داخل المملكة وما ينشره أبناؤها خارجها وما ينشر عنها وما يعد من الموضوعات الحيوية لها من إنتاج فكري عالمي وجمع كتب التراث والمخطوطات والمصورات والمطبوعات والوثائق المنتقاة وبالأخص ما له علاقة بالحضارة العربية الإسلامية وتسجيل ما يُودع لديها وفقًا للأنظمة مع إصدار الببليوجرافية الوطنية والفهارس الموحدة وغيرها من أدوات التوثيق وإنشاء قواعد للمعلومات الببليوجرافية. مشيرًا إلى أن ما تقتنيه المكتبة من مواد ثقافية يبلغ قرابة المليون والنصف، منها ما يزيد على 100ألف عنوان من الكتب السعودية، وما يقارب 100 ألف مخطوطة أصلية أو مصورة و20مليون صفحة من المخطوطات، إلى جانب الوثائق المحلية التي تقارب المليونين وثيقة، كاشفًا عن خطة المجلس لافتتاح فروع للمكتبة في بقية مناطق المملكة ابتداء من المنطقة الشرقية ثم الغربية، مؤكدًا أن المبنى الجديد للمكتبة سيتم الانتقال إليه في غضون الستة الأشهر المقبلة. وكشف الدكتور السالم عن عدة مشاريع مستقبلية مهمة ومنها مشروع إنشاء المكتبة الرقمية ومشروع الفهرس السعودي والبوابة الإلكترونية. من جانبه أشار عضو اللجنة العلمية في مكتبة الملك فهد الدكتور جبريل عريشي إلى سعي المكتبة لتطوير البُعد التقني لقرائها وخدمتهم أينما كانوا، معتمدة في ذلك أحدث البرامج المتطورة. أما الدكتور محمد الربيع فأشار إلى أن المكتبة ليست مخزنًا للكتب، بل منتجة للمعرفة، من خلال ما أصدرته من مطبوعات، والمهم هو التوعية، فأصدرت أربع سلاسل وكل واحدة لها ميزتها الخاصة في الخدمة.