لا بد لي من تقديم تعظيم سلام للأخ المحتسب فوزان الفوزان على روح التسامح التي أبداها تجاه مخالفيه، وتجاه ما أسماه احترافية الصورة التي التقطت له متحدثاً مع معالي وزير الإعلام، وكأنه في حالة غضب وانفعال، في حين أنه لم يكن كذلك. شكراً للشيخ فوزان على الدرس الذي قدمه للآخرين من أبناء هذا الوطن الذين نحبهم ونجلهم، لكن لا نوافقهم على سلسلة من المأثورات التي ابتدعوها المشحونة بأدعية على المخالفين تنفر ولا تبشر، وتطرد ولا تجذب. والشكر موصول لأخي عبد العزيز قاسم الذي أتاح هذه الفرصة عبر البيان التالي في قناة دليل. أعود إلى مبدأ الاحتساب الذي صنفه ضيف الحلقة الشيخ حمد بأنه إنكار مقصور على اللسان دون اليد، أي أنه للنصيحة والبيان لا غير. وذلك حسن وطيب وجهد مشكور، لكن الأمل أن تتسع الصورة قليلاً لتشمل حالات أخرى كثيرة في المجتمع، وتحدث طوال العام، وليس لأيام معدودة في معرض للفكر والكتاب. خذوا مثلا الإنكار على النسوة اللاتي يُظن أنهن يفتّن الرجال ولا يلتزمن بقواعد الحشمة والحجاب. لم لا نكون يوماً في صف المستضعفات من النسوة اللاتي (يقطعّن) القلوب كمداً وحزناً؟ لم لا يحتسب بعض من إخوتنا الأحبة في بعض ميادين رد الحقوق فينصحوا الزوج الذي (يقايض) زوجته المكلومة بخلع باهظ، وهو الذي مارس ضدها أنواعاً من العنف والإهمال والإهانة!! هل من ناصح لهؤلاء وشافع لهؤلاء النسوة اللاتي يخرجن من مجالس القضاء يجرجرن أثواب الحزن والقهر والخيبة بسبب خلع باهظ أو وليد حرمت منه طويلا أو أخ خدعها فسلبها نصيبها من الميراث، أو نفقة لم تدفع لها لفترة طويلة أو بعل طردها من بيتها بطراً وجحوداً!! وهناك عاجزات لهن حقوق في الضمان الاجتماعي أو لدى إدارة في وزارة أو مكتب عمل أو استقدام والقائمة تطول! لم لا يكون المحتسب نصيراً لهؤلاء وقت حاجتهن بدلاً من التفرغ فقط لوعظهن حد التوبيخ أحياناً. وأما منكرات تعطيل مصالح الناس والتزويغ من الدوام ومفاسد استغلال السلطة وأخذ الرشوة، فميدان عظيم للاحتساب والثواب، ولكن أين المقدمون!! [email protected]